سامي الطاهري: تصريحات الغنوشي تدل على فزع حزبه
قال الأمين العام المساعد لإتحاد الشغل سامي الطاهري إنّ دعوة رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي لرئيس الحكومة يوسف الشاهد بعدم الترشح لإنتخابات الرئاسة في 2019 لا تستند إلى أي أساس قانوني أو دستوري، فضلا عن عدم وجود أي التزامات سياسية بين الأطراف الموقعة على وثيقة قرطاج أو بين أحزاب الإئتلاف الحاكم.
واعتبر الطاهري في حوار لموزاييك في برنامج ميدي شو اليوم الثلاثاء 8 أوت 2017 أنّها دعوة سياسية قد يكون هدفها ازاحة منافس، وفق تصريحه، مرجّحا أن تكون تحضيرا لإنقلاب ناعم، في صورة رفض الشاهد، دون يستبعد الإطاحة بالحكومة.
ولم يستبعد أيضا أن تكون هذه الدعوة استباق لإمكانية تحوير وزاري عميق يتجاوز سدّ الشغور، وهو نوع من الضغط على الحكومة لضمان عدم المس بموقع حزب النهضة في الحكومة، حسب تصريحه، مشيرا إلى امكانية تكرّر سيناريو تنحية الحبيب الصيد.
وقال إنّ ''الفاسدين والأحزاب التي يدعمها الفاسدون ليس في مصلحتها تواصل الحملة لمحاربة الفساد، ليس فقط النهضة والنداء ..فهذا من تحصيل الحاصل ولكن هناك أطراف أخرى''.
ويرى بأنّ تصريحات الغنوشي تدل على فزع حزبه وهي بمثابة الورقة الحمراء لعدم الذهاب في هذه الحرب ضدّ الفساد أكثر من ذلك.
واعتبر أنّ راشد الغنوشي لم يكن موفّقا في اختياره توقيت (شهر أوت) هذه التصريحات ، التي وصفها بـ ''فوشيكا ضايعة''. وتابع قوله ''أعتقد أنّ شهر أوت هو شهر الركود مع انشغالات التونسيين العديدة خلاله''، مضيفا أنّ هذه الدعوة لم تتلق صدى ايجابي لدى أي طرف.
في المقابل أكّد الطاهري الحاجة الملحة التحوير الوزاري نظرا لوجود العديد من المسائل المعطّلة، ولفسح المجال لتنفيذ ما جاء في وثيقة قرطاج.
شروط البنك الدولي
وبشأن شروط صندوق النقد الدولي وربطها بالحصول على القروض، قال الطاهري ''هناك محاولة للتطبيع مع تلك الشروط.. ولكن يمكن مناقشتها.. وبين البائع والشاري يفتح الله''.
ووصف من يتفاوضون مع صندوق النقد الدولي بغير الأكفاء، مشيرا إلى أنّ ممثلي صندوق النقد الدولي أكّدوا لإتحاد الشغل أن المفاوضين يأتون قابلين بالشروط مسبقا، حسب تصريحه.
وقال إنّ التفاوض مع الطرف المانح يجب أن يكون من منطلق الندية وأن يتضمّن مخارج أخرى، وأشار في هذا الصدد إلى وجود 15 ألف مليار من الضرائب غير المستخلصة التي يمكن أن تمثّل جزء من الحل للمشاكل الإقتصادية.
وأضاف قوله ''نعتقد أن الحكومة يمكن أن تتقتلع أكثر ما يمكن من الدعم من الأطراف المانحة دون ان تقبل بشروط مجحفة''
وفي سياق آخر وصف الطاهري الحكومة بالجبن في علاقتها بعدد من رجال الأعمال والقطاع خاص، في مقابل اتخاذ إجراءات تستهدف أساسا الفئات الضعيفة.
زيارة وفد اتحاد الشغل إلى سوريا
وعن زيارة وفد من اتحاد الى سوريا قال الطاهري إنّها تهدف إلى مناصرة سوريا وجيشها في الحرب على الإرهاب. وأكّد اعتزاز الوفد بالزيارة رغم الهجومات التي شُنّت ضدّها من قبل أحزاب تسببت في قطع العلاقات مع هذا البلد، وفق قوله.
ودعا إلى تسريع اعادة العلاقات لرعاية المصالحة المشتركة بين البلدين ورعاية مصالح المواطنيين السوريين والتونسيين.