علي مراد: جوزيف عون يحظى بالثقة واختيار نواف سلام سيكون منعطفا تاريخيا
تحدّث علي مراد محلل سياسي لبناني وأستاذ في القانون العام في جامعة بيروت خلال مداخلته في برنامج "ميدي شو" اليوم الاثنين 13 جانفي 2025 عن انتخاب قائد الجيش العماد جوزيف عون رئيسا للبلاد، وذلك بعد شغور المنصب لأكثر من عامين.
وقال إنّ تحديات كبيرة تنتظر الحكومة الجديدة في ظل التغيرات الإقليمية والحرب الأخيرة المدمرة، مشيرا إلى أن لبنان عاش شغورا سياسيا بعد انتهاء ولاية ميشال عون وهو دليل على الأزمة السياسية الكبيرة والمتواصلة منذ 2007.
وكشف علي مراد أنّ صعود جوزيف عون كان بفضل ما اكتسبه من صيت في المؤسسة العسكرية ويعدّ رابع قائد عسكري يصل إلى منصب الرئاسة في لبنان.
وشدّد المحلل السياسي على أنّ لبنان تمرّ بأزمة كبيرة وانهيار اقتصادي إضافة إلى الحرب العدوانية التي شنّها جيش الاحتلال "هذه المتغيرات في المنطقة جعلت الشارع يشعر بارتياح لانتهاء الفراغ كما أنه يثق في المؤسسة العسكرية وجاء خطاب القسم الذي ألقاه الرئيس جامعا مريحا للبنانيين حيث شدد على حصرية امتلاك السلاح بيد الدولة وهو مطلب شعبي بعد الأخطاء السياسية والعسكرية التي ارتكبها حزب الله".
وحول الأسماء المرشحة لتولّي رئاسة الحكومة، أوضح المحلل السياسي والأستاذ في القانون العام أن المنافسة وحصرت بين رئيس وزراء الحالي نجيب مقاتي وهو الرجل القريب من تقاطع حزب الله وعديد المنظومات الحاكمة وبين القاضي نواف سلام وهو رئيس محكمة العدل الدولية الذي يقود معركة مواجهة الكيان المحتلّ دوليا وحاز ثقة اللبنانيين.
وقال ''نتجه ربما نحو منعطف تاريخي باختيار نواف سلام إلى سدة رئاسة الحكومة وباختيار هذه الشخصية العالمية الأكاديمية الذي يمتلك نزاهة لقيادة البلاد سيكون ذلك بمثابة سقوط مدوّ للمنظومة السياسية".
كما اعتبر أن توازن لبنان اختلّ لصالح إيران وحلفائها وخسر علاقاته العربية جرّاء المحور الذي أقحم فيه ليدفع اللبنانيون الثمن بسبب ابتعادهم عن الدول العربية وخاصة الخليجية، متابعا "هناك مشهد معقد وتحديات كبيرة لكن هناك فرصة جدية رغم كل التحديات ان ينتقل لبنان ليعيد التعريف بدوره وأن ينهض اقتصاديا ويواجه المشاكل السياسية".
وأضاف علي مراد "لبنان لم يقصّر يوما في دعم واسناد فلسطين عندما تخاذل بقية العرب بدءا من النظام السوري الذي بقي متفرجا بل استغل الحرب الفلسطينية لخدمة مصالحة ولم يطلق رصاصة واحدة لدعم غزة" حسب تعبيره.
وشدّد على أنّ خيار حزب الله الدخول في حرب اسناد لدعم غزة لم يكن موفقا استراتيجيا وكانت مغامرة عسكرية غير محسوبة العواقب تسببت في تدمير لبنان التي لم تنجح في التخفيف عن معاناة الفلسطينيين.