آسيا العتروس: لعبة المصالح اقتضت إنهاء دور بشار الأسد في سوريا
قالت الكاتبة والصحفية المتخصصة في الشأن الدولي آسيا العتروس خلال استضافتها في برنامج ''ميدي شو'' اليوم الاثنين 9 ديسمبر 2024 إنّه لم يكن من باب الصدفة وصول الفصائل السورية إلى ادلب وحلب ومن ثمّ دمشق لإسقاط نظام الأسد المتواصل منذ أكثر من 50 سنة.
وأكّدت أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن كان قد صرّح خلال اجتماع وزراء خارجية "الناتو" في بروكسل أن نظام بشار يرفض التعاون والفصائل المسلحة تتقدم والإدارة الامريكية لن توقفها وفي ذلك رسالة واضحة أن كل الخطوات كانت مدروسة.
ولفتت العتروس إلى ارتكاب نظام حافظ وبشار الأسد لأخطاء متراكمة بوضع نظام دمويّ ولم يتعلّم الابن من الثورات العربية ونهاية الدكتاتوريين كما لم يستخلص الدرس أن الجيوش لم تُصنع لحماية الزعماء بل للدفاع عن مصلحة الشعوب والاوطان.
واستغربت الكاتبة والصحفية المتخصصة في الشأن الدولي من التهليل الذي حظي به الجولاني الذي غيّر اسمه إلى أحمد حسين الشرع الذي صنفته الولايات المتحدة كارهابيّ وقالت إن تنظيم القاعدة في العراق كلفه بالإطاحة بحكم الأسد، وفرض الشريعة الإسلامية في سوريا.
وقالت "استعادته لاسمه القديم وتغييره لهيئته لا يسقط ارتباطه بالنظام الداعشي والزرقاوي وتنظيم القاعدة وهناك حديث عن إزاحته من قائمة الإرهاب والقائمة السوداء الدولية وهذا يثبت أن اللعبة غير بريئة ووصوله إلى المكانة التي هو فيها الآن ليس من قبيل الصدفة".
وحول مآل سوريا، أكّدت العتروس أن ذلك لم يتضح بعد "فروسيا رفعت يدها عن بشار الأسد لكنها لم ترفع يدها عن سوريا وقواعدها العسكرية مازالت متواجدة وتسيطر من خلالها على مناطق في افريقيا والمتوسط.. كما أن روسيا لا تدعم بشار الأسد لسواد عيونه بل دعما لمصالحها ولعبة المصالح اقتضت انهاء دوره في المنطقة وتوصلت الى اتفاقات مع أمريكا مع الاعداد لعودة ترامب للسلطة".
وأضافت "حزب الله ساهم في تواصل نظام الأسد ودوره انتهى بعد اغتيال أبرز قادة الحزب وتراجع دوره وسلطته في المنطقة وحتى إيران خيّرت التواصل مع الجماعات المقاتلة السورية ونفس الشيء فعلته تركيا.. كل هذه الدول تبحث عن مصالحها بقطع النظر عما سيكون عليه المشهد".
وتساءلت "احمد حسين الشرع او الجولاني سابقا هل سيسقط عنه جريمة حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة حيا في قفص وبقية الجرائم البشعة المرتكبة في حق النساء والأطفال.. وهل سيطبّع الغرب مع هذه الجماعات ويثق في خطابها ويعول عليها لنشر الحرية والديمقراطية في سوريا؟"
واستدركت "هناك الكثير منن الغموض حول مصير سوريا والحديث عن معارضة موحدة أمر مازال غير مطروح حاليا لأنّ المعارضة السورية هي معارضات منها من دعا للحوار مع النظام ومنها من دعا إلى العمل العسكري ومنها للجهاد.. وبعد النشوة والتحرر من قبضة الأسد ستنكشف الحقيقة والواقع سيكون مختلفا".
الفصائل السورية استغلت اللحظة الدولية للتحرّك العسكري
من جانبه أكّد المحلل السياسي والكاتب السوري أحمد مظهر سعدو، أنّ سرعة سقوط نظام بشار الأسد ونهاية حكمه وفراره من سوريا ملفت للنظر، مشيرا إلى أنّ الشعب السوري قدّم أكثر من مليون شهيد منذ 2011 وتمّ تهجير نصفهم بين لاجئ ونازح.
وأكّد أنّ الفصائل المقاومة انتظمت تحت قيادة واحدة واستغلت اللحظة الزمنية الدولية للقيام بتحرك عسكري، معتبرا أنّ الواقع بعد حرب لبنان والانكسارات الكبرى التي نالت مشروع إيران الطائفي وهزيمتها الكبرى أدت الى الانسحاب خاصة من الأراضي السورية.
واعتبر أحمد مظهر سعدو أن الحديث عن صفقة روسية تركية وراء انهيار نظام بشار أمر غير وارد رغم أنه من مصلحة روسيا عدم الانخراط في حرب جديدة في سوريا والحال أنها غارقة في "الوحل الأوكراني" وتريد الخروج منه وبعث رسائل تطمينيّة للولايات المتحدة الأمريكية.
وتابع "تركيا بدورها تحاول الحفاظ على حماية أمنها القومي شمال شرق سوريا وإيجاد حلّ للاجئين السوريين البالغ عددهم حوالي 4 ملايين وبالتالي من مصلحة تركيا وروسيا زوال نظام بشار الأسد".
وعبّر الكاتب السوري عن أمله أن يكون مستقبل سوريا أفضل بزوال نظام الأسد، قائلا "لا أعتقد أن يقع اقتتال داخلي لأن هناك قوة حقيقية لهيئة تحرير الشام التي غيرت اسمها وخطابها مما دفع بريطانيا والولايات المتحدة تتباحث إمكانية رفعها من قائمة الإرهاب الدولية".