مختص في التربية: في تونس فقط..إجبارية التعليم لم تؤدِ إلى تراجع الأمية
ثمّن الدكتور مراد بهلول، خبير علوم التربية ومناهج التعليم لدى ''اليونسكو''، في مداخلة هاتفيّة خلال برنامج "ميدي شو"، الثلاثاء 16 جانفي 2023، التقرير الصادر عن منظّمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" حول وضعيّة المنظومة التربيّة في تونس، الذي يُضاف إلى كلّ مصادر تشخيص أداء هذه المنظومة.
وشدّد مراد بهلول على أنّ القضيّة الأكبر في هذا الخصوص، هي كيفيّة استغلال النتائج السلبيّة للتشخيص من أجل خلق فرص حقيقيّة للإصلاح، إذ أنّ عملية الإصلاح التربوي يجب أن تنطلق من مراجعة المعايير والمحتويات، قائلا إنّ "النقاش الحقيقي اليوم هو كيف ستكون المدرسة التونسية مستقبلا".
ونبّه المتحدّث إلى أنّ المدرسة العمومية التونسيّة تشكو من نقائص عديدة منذ سنوات طويلة، إذ أنّ أزمة التعليم فيها ليست بالجديدة، ويُمكن القول إنّها بدأت فعليا عام 1991، عندما انتقلت تونس من عموميّة التعليم إلى إجباريّته، مضيفا قوله: "ورغم ذلك، فإنّ تونس هي البلد الوحيد الذي لم تُؤدِ فيها إجبارية التعليم إلى انخفاض نسبة الأمية".
ووفقا لمنظّمة "اليونيسيف"، فإنّ طفلا من بين ثلاثة أطفال من الفئة العمرية بين 7 و14 سنة في تونس، يفتقد إلى المهارات الأساسية في القراءة بينما لا يملك 3 من بين أربعة أطفال المهارات الأساسية المتعلقة بالرياضيات.
ولا يمتلك 28 بالمائة من التلاميذ المعارف الكافيّة في القراءة وفق التقرير، في حين تصل هذه النسبة إلى 75 بالمائة في ما يتعلق بالمهارات الأساسية في الرياضيات.
ويُغادر ما بين 60 و100 ألف تلميذ سنويا مقاعد الدراسة وينقطعون نهائيا عن التعليم في مراحل مبكرة، مشيرا إلى أنّ 50 بالمائة من المنقطعين عن الدراسة (حوالي 30 ألف تلميذ) لا ينخرطون في أيّ منظومة للتكوين المهني ويعتبرون من العاطلين عن العمل.
و''اليونيسيف'' هي منظمة دولية تعمل على ضمان احترام حقوق الأطفال من خلال تنفيذ برامج بشراكة مع الدول والمؤسسات. وتنشط في حوالي 190 دولة، ولديها مجلس تنفيذي يتكلف بمراقبة تنفيذ سياسات المنظمة وبرامجها.