عبد القادر بودريقة: يجب تبني فكر اقتصادي واضح يُحدّده رئيس الجمهورية

قال لأستاذ الجامعي والباحث في الاقتصاد ورئيس حلقة الماليين عبد القادر بودريقة إنّ تونس تواجه خطر انهيار التعقيد الاقتصادي ومنظومات اقتصادية في تراجع مستمر على غرار منظومة الجلود والأحذية الي كانت رافعة من رافعات التطور الاقتصادي.

وشدّد خلال حضوره في ميدي شو الجمعة 1 ديسمبر 2023، على أنّ الخسائر التي نتكبدها في زمن وجيز لا يمكن تعويضها في سنوات قليلة، منتقدا في الأثناء قوانين المالية المتتالية التي لا تتركز على برنامج اقتصادي واضح.

وأشار إلى أنّ الفكر الاقتصادي يجب أن يكون بيد رئيس الجمهورية في نظام رئاسي ويكون تنفيذه على مستوى الوزراء، من خلال وضع خيارات اقتصادية واضحة.

ويعتبر بودريقة أن تونس تفتقد لسياسات قطاعية واضحة ومناخ أعمال ملائم، متسائلا عن مصير الاجراءات المعلن سابقا في هذا الخصوص.

وأكّد على ضرورة أن تنتهج الدولة اختيارات تتحمل مسؤولياتها، لافتا إلى أنّه لا يمكن للدولة أن تتبنى جميع الخيارات.

واعتبر أنّ المعضلة التي تواجه تونس هي غياب المصادر التي تحقق من خلالها النمو. في غياب الاستثمار العمومي وغياب  الاستثمار الخاص والاستثمار الأجنبي.

ويرى بأنّ الدولة إن اختارت نهج استقرار الأسعار على حساب المنظومات الاقتصادية فإنّ الخطر الذي تواجهه هي خسارة هذه المنظومات الاقتصادية وما سيتبع ذلك، مشددا على ضرورة  التوفيق بين هذين الخيارين.

وقال ضيف ميدي شو إنّ الامكانيات موجودة ولكن غياب التعقيد الاقتصادي هوّ الذي  يعيق التطوّر  مشيرا إلى أنّ الصمود الاقتصادي لن يتواصل إلى ما لا نهاية.

 من جهة أخرى أشار عبد القادر بودريقة إلى عدم وجود عدالة جبائية، وأنّ العدالة في هذا المجال تقتضي قوانين مالية ذكية تأخذ بعين الاعتبار مدى انخراط الشركات في التجديد الاقتصادي.

فعلى سبيل المثال يمكن تمتيع الشركات التي تستثمر في الطاقات الجديد وفي الاقتصاد الازرق بتخفيضات في الجباية، وهذا الأمر يقيم الدليل على التوجّه الاقتصادي الواضح للبلاد.

وبالنسبة للقطاع الموازي، يرى بودريقة أنّه يتعيّن على الدولة وضع اجراءات وتصورات تتلاءم مع طرق سير هذا القطاع المختلفة عن طرق تسيير ما يُسمى بالقطاع المنظّم، مشيرا إلى القدرة التشغيلية الكبيرة للقطاع الموازي.