بوعسكر: جرائم انتخابية أخطر.. وجب إحالتها قبل سقوط آجال التقاضي
تحدّث عضو الهيئة العليا المستقلة للانتخابات فاروق بوعسكر، خلال استضافته في برنامج "ميدي شو" اليوم 6 جانفي 2022، عن قرار إحالة 19 شخصا على المجلس الجناحي بالمحكمة الابتدائية بتونس من أجل جرائم انتخابية وذلك بعد إتمام الاستقراءات والأبحاث.
وأوضح أنّ هذا الإجراء هو قرار إحالة من النيابة العمومية لدى محكمة دائرة المحاسبة التي يمثلها وكيل الدولة العام لدى محكمة المحاسبات إلى النيابة العمومية لدى القضاء العدلي التي يمثلها وكيل الجمهورية بالمحكمة الابتدائية.
وأضاف أنّ هذه الإحالة صارت طبقا للفصل 24 من قانون محكمة المحاسبات الذي ينصّ على أنّ النيابة العمومية لدى محكمة المحاسبات "عند مباشرتها لملف الرقابة على تمويل الحملات عن الانتخابات وفي حالة تفطّت إلى وجود أفعال تشكّل جريمة جزائية طبقا لذلك تحيلها إلى النيابة العمومية لدى القضاء العدلي، لأنّ الجريمة الجزائية لا ينظر فيها سوى القضاء العدلي.
وأكّد أنّ هذه الإحالة تحدث لأوّل مرّة في تونس، حيث أنّ النيابة العمومية لدى محكمة المحاسبات لأوّل مرّة منذ سنة 2011، أحالت شبهات جرائم انتخابية إلى القضاء العدلي.
وأوضح أنّ خصوصية القانون الانتخابي، في بعض الأحيان يترتب عن نفس الفعل إجراءين متوازيين، مثال على ذلك التمويل الأجنبي الذي يعدّ مخالفة مالية تتعهد بها محكمة المحاسبات عن طريق دوائرها وتسلّط عليها عقوبات مالية وفي نفس الوقت يعتبر التمويل الأجنبي جريمة جزائية يتعهد بها القضاء العدلي وتصّل إلى العقوبة السجنية، أمّا جريمة الإشهار السياسي مثلا تنقسم إلى عقوبة جزائية تتعلق بالمحكمة الابتدائية وعقوبة أخرى في علاقة بتمويل الإشهار السياسي وتتعهد بها محكمة المحاسبات.
وأشار إلى أنّ جريمتي الإشهار السياسي وخرق الصمت الانتخابي لا تؤثران على الاستحقاقاتات الإنتخابية القادمة، ولكن هناك جرائم أخرى خطيرة عقوبتها تصّل إلى السجن وإسقاط العضوية، على غرار التمويل الأجنبي الذي بمقتضاه يتمّ الحرمان من الترشح إلى الانتخابات طيلة خمس سنوات وفي جرائم انتخابية أخرى يحكم فيها القضاء بالسجن لمدّة عام فما فوق.
ونوّه بوعسكر إلى أنّ جميع هذه الجرائم تسقط في شهر أكتوبر 2022، لذلك يجب تتبعها قبل حلول هذا التاريخ.
وأكّد ضيف "ميدي شو" أنّه لا تزوير في انتخابات 2019 وإنّما وقع تزوير إرادة الناخب، قائلا "هناك تأثير على إرادة الناخب خارج أسوار مركز الاقتراع وعبر وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي وأيضا عن طريق بعض الجمعيات.. هناك تأثير حصل على إرادة الناخب".