'طرباند' في تونس: رحلة موسيقية عابرة للثقافات على مسرح الجهات

شهد مسرح الجهات بمدينة الثقافة مساء الأحد 19 جانفي 2025 عرضًا  لفرقة "طرباند"، ضمن فعاليات أيام قرطاج الموسيقية.

العرض الذي امتد لـ90 دقيقة كان أكثر من مجرد حفل موسيقي، بل تجربة فنية متكاملة جمعت بين العزف، والرقص، والالتزام الفني، حيث تماهت الموسيقى العابرة للحدود مع رسائل الحب، الصداقة، والمقاومة.

الحب زمن الحرب.. عندما يصبح الفن صوتًا للإنسانية

وتخللت الأمسية أغنيات تناولت الحب في زمن الحرب، وعبّرت عن الصداقة في أعمق معانيها.

قدمت المغنية العراقية المصرية نادين الخالدي بصوتها العذب أغنيات ملتزمة تحمل بين ثناياها رسائل إنسانية، تروي فيها تجاربها الشخصية ومعاناتها كلاجئة.

وأحد أبرز محاور العرض كان موضوع "الحب المفرط"، حيث جسدت الفرقة كيف يمكن أن يتحول الحب إلى ألم قاتل في أوقات الصراع.

إيقاعات تتجاوز الحدود

تألّفت الفرقة من مجموعة موسيقيين : أندرياس هورداكيس، وفيليب رونسون ،و كاسيون لامبارت، وفالتير شمبوم ، وفريدريك ييليه، إلى جانب نادين الخالدي كقائدة للفرقة .

واستوحى العرض ألحانه من مزيج فريد بين الفلكلور الشرقي، البوب، والفلامنكو، مما خلق حالة من الانصهار الثقافي بين الشرق والغرب.

التفاعل الجماهيري: حوار موسيقي عابر للثقافات

امتلأت القاعة بجمهور متنوّع من جنسيات مختلفة، حيث أبدى الحاضرون تفاعلًا كبيرًا مع أداء الفرقة. تمايل الجمهور على الإيقاعات الحماسية وتأثر بالأغاني العميقة التي دعت إلى التسامح، وقبول الآخر، والمقاومة من أجل الحياة.

"طرباند": رسالة فنّية لا تعرف الحدود

منذ تأسيسها في السويد عام 2008، استطاعت فرقة "طرباند" أن تصنع هويتها الخاصة عبر الجمع بين روح الطرب العربي والإبداع الموسيقي الغربي.

وقادت نادين الخالدي الفرقة لتكون جسرًا يربط بين الثقافات، مستخدمة موسيقاها كأداة للتعبير عن قضايا الهجرة، والهوية، والسلام.

الرسائل الأبرز للعرض

قدّمت الفرقة عرضًا مليئًا بالالتزام، حيث أرسلت رسائل واضحة بأن الموسيقى يمكن أن تكون وسيلة للتغيير الاجتماعي، ومصدرًا للتفاهم بين الشعوب. وتناولت أغانيها قضايا الحب والبقاء، مع استحضار روح المقاومة والسعي نحو غد أفضل.