الذكرى السابعة لثورة 14 جانفي.. شتاء آخر على وقع الاحتقان
تحيي تونس الأحد الذكرى السابعة لأحداث ثورة 14 جانفي 2011، تاريخ مغادرة الرئيس الأسبق وعائلته للتراب التونسي باتجاه المملكة العربية السعودية اثر احتجاجات اندلعت بمختلف جهات البلاد للمطالبة برحيله عن السلطة، وأعلن في اليوم ذاته الوزير الأول السابق محمد الغنوشي توليه رئاسة الجمهورية بصفة مؤقتة.
وتزامنت ذكرى الثورة التونسية هذا العام أيضا مع اندلاع احتجاجات وتحركات اجتماعية بعدد من مدن الجمهورية منددة بغلاء المعيشة وبالزيادات المضمّنة في قانون المالية لسنة 2018، كما ارتفعت الأصوات عاليا مطالبة بالتراجع عن هذا القانون وإلغائه.
أيام قليلة قبل الاحتفالات، عاشت منطقة التضامن والانطلاقة وطبربة والقطار بقفصة ومدن سليانة والقصرين والكاف وجندوبة وقبلي وغيرها من الولايات الأخرى احتجاجات سرعان ما تحولت إلى اشتباكات ومواجهات ليلية وعمليات كر وفر بين الأمنيين والمحتجين، كما شهدت عديد المناطق عمليات نهب وسرقة وتخريب لمؤسسات عمومية والاعتداء على مقرات أمنية وفروع بنكية واقتحام عدد من المستودعات البلدية إضافة إلى العديد من الأعمال التخريبية. مواجهات واشتباكات خلفت عدة إصابات في صفوف عدد من المواطنين وأعوان الأمن والحرس الوطني، كما توفي مواطن بمدينة طبربة من ولاية منوبة.
لكن، ولئن تراوحت الإحتجاجات الأخيرة بين أعمال شغب وتخريب ونهب ودفاع سلمي عن مطالب مشروعة، فإن عددا من جهات الجمهورية ما تزال تعيش وطأة الاحتقان والغضب المتعاظم لدى أهاليها الذين لم يعاينوا مكاسب تذكر.
7 سنوات مرت.. أثبتت خلالها الأيام أن مكاسب حرية التعبير والتنظّم والديمقراطية السياسية التي تحققت ما تزال تفتقد إلى مكاسب اقتصادية حقيقية، وما يزال التونسي ينتظر تحقيقها بفارغ الصبر.