languageFrançais

المال يشتري السعادة.. لكن ليس كما نعتقد !

المال يشتري السعادة.. لكن ليس كما نعتقد !

لطالما كان السؤال حول ما إذا كان المال يصنع السعادة موضوعًا مثيرًا للجدل، فالبعض يعتقد أن الثراء هو المفتاح السحري لحياة سعيدة، في حين يرى آخرون أن السعادة تكمن في أمور أبعد من الجوانب المادية. 

وعلى مدى عقود، بذل الباحثون وعلماء النفس والمتخصصون في العلوم الاجتماعية جهودًا كبيرة لفهم العلاقة المعقدة بين المال والسعادة، وما إذا كان الدخل المرتفع يؤدي حقًا إلى زيادة الرضا عن الحياة.

وتشير العديد من الدراسات إلى أن المال يمكن أن يكون عاملًا مساهمًا في السعادة، خاصة عندما يساعد في تلبية الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والسكن والرعاية الصحية. ومع ذلك، فإن الدخل المرتفع والسعادة ليسا متلازمان دائمًا. فبعد تجاوز حد معين من الدخل، تصبح الزيادة في المال أقل تأثيرًا على مستوى السعادة، بل قد ترتبط أحيانًا بزيادة التوتر والضغوط النفسية.

وفي هذا السياق، قام باحثون من جامعة "ييل" الأمريكية بدراسة لتحديد العلاقة بين توفّر المال والرضا عن الحياة والتوتر، مستخدمين بيانات من استطلاع غالوب اليومي في الولايات المتحدة، وتم نشر نتائج هذه الدراسة في مجلة "Communications Psychology".

كلّما ارتفع الدخل.. ارتفع التوتّر

وخلصت الدراسة إلى أن الأشخاص الذين يتمتعون بدخل مرتفع يميلون إلى الإبلاغ عن مستويات أعلى من الرضا عن الحياة، ولكنهم أيضًا أكثر عرضة للشعور بالتوتر. 

وكشف Karthik Akkiraju الباحث الرئيسي للدراسة أنّ الهدف من هذا البحث هو تعميق الفهم للعلاقات بين الدخل والرضا عن الحياة وتحديد ما إذا كانت بعض العوامل المتعلقة بنمط الحياة يمكن أن تفسر جزئيًا المستويات الأعلى من التوتر الذي يشعر به بعض الأشخاص، خاصة أولئك الذين يشغلون وظائف ذات دخل عال.

وصرّح لموقع "Medical Xpress" أنه تمّ جمع البيانات من مسح وطني جمع إجابات أكثر من 2.05 مليون شخص بالغ على مدى 10 سنوات، وتوصّل الباحثون إلى أنّ الأشخاص الذين يتمتعون بنمط حياة ملائم ويستطيعون من خلاله تلبية حاجياتهم على غرار امتلاك مسكن وتناول طعام صحي وممارسة الرياضة وامتلاك علاقات اجتماعية وشبكة دعم بفضل دخلهم المرتفع (أكثر من 63 ألف دولار سنويا) كانوا أكثر رضا عن حياتهم لكنهم أيضا أكثر عرضة للشعور بالتوتر.

وقال الباحث "خلصنا إلى أنّ الأشخاص الذين يعيشون ظروفا حياتية عاديّة بدخل أقلّ لديهم مستوى إجمالي أقل من التوتر وهذا المستوى يرتفع بارتفاع مداخيلهم".

وتشير نتائج الدراسة إلى أن الأفراد عندما يبدؤون في كسب ما يكفي من المال لتغطية احتياجاتهم الأساسية والاختلاط الاجتماعي والاعتناء بصحتهم، فإنهم يميلون إلى أن يصبحوا أكثر حساسية للتوتر، وقد يكون هذا مرتبطًا بعوامل متعلقة بالعمل مثل زيادة المسؤوليات والمخاطر أو صعوبة تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية أو عوامل أخرى متعلقة بنمط الحياة.