أجسام لامعة في سماء تونس.. ما علاقة ايلون ماسك بذلك؟
ضجّت مواقع التواصل الإجتماعي بتعليقات كثيرة بخصوص ظهور أجسام لامعة في سماء تونس مؤخّرا. وكشفت هذه التعليقات عن خيال شاسع لكنّها ظلّت بعيدة كلّ البعد عن التفسير العلمي.
أستاذ التأطير العلمي بمدينة العلوم بتونس هشام بن يحي قال في مداخلة هاتفية في برنامج "صباح الناس" إنّ اهتمام المواطنين بالمسائل المتعلّقة بالفضاء والكون عموما هي ظاهرة صحية وايجابية ولكن من الضروري الالتجاء إلى المختصين بدل تخيّل أشياء لا علاقة لها بالعلم.
وليست المرّة الأولى التي تشاهد فيها هذه الأجسام اللامعة في الفضاء، ومن المنتظر أن نراها بوتيرة أكبر في المدّة المقبلة بمعدّل مرّة في الأسبوع أو مرّة في الأسبوعين، وفق ما صرّح به هشام بن يحي.
وأوضح أنّ هذه الأجسام اللامعة هي بكلّ بساطة الأقمار الاصطناعية "ستارلينك" التابعة لشركة ''سبايس اكس'' لمؤسسها ايلون ماسك.
هذه الشركة التي تأسست في 2002 وتشهد صعودا صاروخيا، لديها مشروع ضخم تحت عنوان ''ستارلينك'' يهدف إلى بعث الآلاف من الأقمار الصناعية من الحجم المتوسط (حوالي 200 كلغ) إلى الفضاء.
وأشار بن يحي إلى أنّ عدد الأقمار الاصطناعية التي تعتزم "سبايس اكس" ارسالها إلى الفضاء إلى غاية 2025 ستبلغ 12 ألف قمر صناعي عند استكمال المشروع.
ما تفسير الظاهرة التي شاهدها التونسيون في الفضاء؟
وبخصوص التفسير العلمي للمشاهد التي رآها التونسيون في الفضاء، قال الأستاذ هشام بن يحي إنّ هذه الأقمار الاصطناعية توضع في مدارات منخفضة (2000 كلم تقريبا) للحصول على انترنت واتصالات ذات جودة عالية وسرعة استجابة تبلغ 600 ملي ثانية.
هذه الأقمار الصناعية مجهزة بلوحات عاكسة للشمس لذلك يمكن رؤيتها من خلال انعكاس الضوء.
و صباح الأحد أطلقت شركة ''سبايس اكس'' 20 قمرا دفعة واحدة من قاعدة اطلاق الصواريخ التابعة ''للناسا'' بالولايات المتحدة الأمريكية، ولذلك تمت رؤيتها متتابعة بهذا الشكل.
وتتميّز هذه الأقمكار الاصطناعية بحجم صغير نسبيا ويتمّ اطلاق العديد منها دفعة واحدة ربحا للوقت واقتصادا في الكلفة.
ولهذا تمّت مشاهدة الأقمار الإصطناعية متتابعة وبمرور الوقت ستتفرّق ليأخذ كلّ قمر صناعي مداره، وفق ما أوضحه بن يحي.
انتقادات لإيلون ماسك باستغلال الفضاء بشكل مشطّ
ووصف الأستاذ هشام بن يحي هذه الظاهر بالعادية وأنّه من المتوقّع تكرارها، حيث من المقرر أن تطلق "سبايس اكس" دفعات من هذه الأقمار الاصطناعية بشكل دوري مرّة في الأسبوع أو في الأسبوعين إلى غاية 2025.
هذا النشاط أثار العديد من الانتقادات لإيلون ماسك وشركته "سبايس اكس'' حول الإستغلال المشطّ للفضاء، وإمكانية تتبعه قضائيا في هذا الخصوص.
وأشار بن يحي إلى وجود قانون يقنّن استغلال الفضاء يمكن الإحتكام إليه.
في الأثناء أبدى العديد من الفلكيين تشكيهم من الأقمار الاصطناعية لإيلون ماسك، لأنّها تتسبب في أخطاء في الحسابات خلال عملهم كما تؤثّر على الصور الملتقطة (ذات اللقطات الطويلة التي تمتد لساعات).
ووعد إيلون ماسك بتقليص درجة عكس الضوء ولكن ماتزال الأقمار الاصطناعية لشركته تثير لمعانا شديدا ولذلك يمكن رؤية هذه الأقمار الصناعية بوضوح.
استمع إلى المزيد من التفاصيل في مداخلة أستاذ التأطير العلمي بمدينة العلوم بتونس هشام بن يحي في برنامج "صباح الناس":