شكرا وهبي الخزري...
لم نتعوّد ترتيب الحروف وصياغة الجمل، لنقول شكرا بالبنط العريض، ولكن هذه المرّة يجب أن تخرج بالصوت العالي قبل خطّ الحروف، وتذهب مباشرة إلى قائد المنتخب الوطني التونسي لكرة القدم وهبي الخزري، الذي أعلن بشكل رسمي اعتزاله اللعب دوليا.
شكرا وهبي الخزري.. شكرا على كلّ ما قدّمته مع المنتخب، في رحلة بدأت سنة 2013، لتعرف نهايتها رسميا خلال مونديال 2022.
ربّما كان يمكن أن تكون النهاية أفضل، ولكنّها في كلّ الأحوال نهاية جميلة ناصعة له كلاعب قاد تونس إلى الفوز التاريخي على فرنسا في الجولة الثالثة من مرحلة المجموعات في المونديال.
شكرا وهبي.. شكرا لأنّك اجتهدت طيلة سنوات العطاء والأداء مع المنتخب من 2013 إلى 2022 بحلوها ومرّها، حيث سجّلت 25 هدفا في 74 مباراة مع النسور...
شكرا على الخمس مشاركات في نهائيات أمم أفريقيا والمونديال مرّتين.
انتهت رحلة وهبي الخزري مع المنتخب كلاعب.. وستتواصل حتما كمشجع فهو يقول في أكثر من مناسبة أنّه تونسي مائة بالمائة، مثلما هو كورسيكي مائة بالمائة (نسبة إلى جزيرة كورسيكا حيث نشأ في مدينة باستيا وهي عاصمة مقاطعة كورسيكا بفرنسا)، معلنا أنّه متصالح مع ذاته متجذرا في محيطه..
لا يحتاج الخزري إلى أن يدافع عن انتمائه لتونس حتّى بعيدا عن المنتخب، حيث قال في تصريح له: "أحاول أن أمثّل تونس في فرنسا في نهاية كلّ أسبوع من خلال الأداء الجيد".
وفي حوار آخر، قال: "أحب أن ينادونني وهبي التونسي..".
.. لذلك مرّة أخرى، نودّ أن نقول لك شكرا على مرورك الجميل بالمنتخب الذي كان كذلك حافزا لقدوم عناصر أخرى من أبناء المهجر لتعزيز صفوف نسور قرطاج.. شكرا وهبي الخزري
*عبد السلام ضيف الله