languageFrançais

أدرجته تونس في الرزنامة الوطنية.. ما هو لقاح سرطان عنق الرحم؟

أدرجته تونس في الرزنامة الوطنية.. ما هو لقاح سرطان عنق الرحم؟


أعلنت وزارة الصحة، في شهر سبتمبر من السنة الفارطة، عن إدراج التطعيم ضد سرطان عنق الرحم للفتيات في عمر 12 سنة، في روزنامة التلاقيح المدرسية، بداية من السنة الحالية.

وتعمل الوزارة بالتنسيق مع عدد من الوزارات المتدخلة على تحيين روزنامة التلاقيح المدرسية، وتوسيع شبكة المراكز الجهوية للطب المدرسي والجامعي، قصد تحسين سبل التعهد بالفئة المتمدرسة.

عنق الرحم هو الجزء المنخفض من رحم المرأة الذي يتصل بالمهبل

 

 

وبيّنت الدكتورة هاجر بالطيب أستاذة مبرزة في طب النساء والتوليد بالمستشفى الجهوي ببن عروس وكلية الطب بتونس أن التلقيح ضد سرطان عنق الرحم أسهم في تقليص نسب الإصابة به، مشددة على ضرورة وأهمية التقصي المبكر لسرطان عنق الرحم للمرأة منذ سن 25 سنة إلى 65 سنة.

وأكدت على أهمية اضافة التلقيح للفتيات ضمن الرزنامة الوطنية للتلاقيح، معتبرة أنه سيؤدي إلى تقليص الاصابات.

إدراج هذا التلقيح، في  الرزنامة الوطنية للتلاقيح للفتيات المتراوحة أعمارهن بين 12 و14 سنة بالوسط المدرسي، يعد الأول من نوعه، على أن تشمل العملية الفتيان في مرحلة لاحقة.

ويمثل هذا التلقيح الجديد وسيلة للتوقي من عدوى فيروس الورم الحليمي البشري الذي قد يكون أحد الأسباب المؤدية الى الاصابة بسرطان عنق الرحم، يقول مدير الرعاية الصحية الأساسية شكيب الزدّيني.

جدير بالتذكير، أن سرطان عنق الرحم يأتي في المرتبة الثانية لأكثر الأمراض السرطانية انتشارا لدى المرأة في تونس بعد سرطان الثدي ويتسبب سنويا في وفاة 150 امرأة،  بينما  يحتل المرتبة الرابعة من بين السرطانات التي تصيب المرأة، في العالم، حسب ما جاء في ورقة اعلامية لادارة الرعاية الصحية الاساسية بوزارة الصحة، قبل الخوض في تفاصيل سرطان عنق الرحم، أسبابه وأعراضه، دعنا أولا نكتشف، في هذا القال التفسيري، أهمية اللقاح للوقاية من الإصابة بهذا السرطان.

 

 

الوقاية خير من العلاج...

الكشف المبكر عن هذا السرطان، يعزّز الأمل بالشفاء واللجوء بشكل دوري إلى إجراء فحص طبي يُعد ضروريا للوقاية من هذا المرض، إضافة إلى أنّ أخذ لقاح يقي من احتمال الإصابة بأربع أنواع من فيروس الورم الحليمي البشري وبهذا فإنه يقلل بنسبة كبيرة من خطر الإصابة بهذا السرطان.

وعن أهمية اللقاح، وصف أحمد السوقي إخصائي أمراض النساء والتوليد في تصريح لموزاييك، اليوم الجمعة 21 فيفري 2025، إدراج هذا اللقاح ضمن رزنامة التلاقيح الوطنية بـ''البشرى للتونسيين''، وتوفيره مجانا للتلاميذ بـ''ثورة في الطب التونسي''.

وقال الدكتور: ''بعض الأولياء قلقون ومتخوفون من هذا التلقيح ويربطون بينه وبين تلاقيح فيروس كورونا، لكن لا علاقة تربط بينهما، بل على العكس تطعيم الأبناء بهذا اللقاح يحميهم من سرطان عنق الرحم''.

وبيّن السوقي أن اللجان التي أشرفت على الاجتماعات العديدة التي نظمتها وزارة الصحة، قبل إدراج هذا هذا القرار، حضرها أكبر الدكاترة والأساتذة في تونس، معتبرا أن هذه الخطوة تأتي بعد ما وصفها بـ'نضالات أكبر الدكاترة في تونس' .

 

 

علميا، الفتيان معنيون بهذا التلقيح على قدر الفتيات، وتحديد سن الـ12، يتنزل في إطار أن التطعيم يجب أن يكون قبل بداية العلاقات الجنسية حتى يكون مفيدا.

كما يوصي الأطباء بإجراء اختبارات تحري عن سرطان عنق الرحم بدء من سن 21 إلى 25 عاما، وتُجرى اختبارات التحري كل 3 إلى 5 سنوات عادة، وذلك استنادا إلى عمر الشخص ونوع الاختبار،  والآن دعنا نكتشف ماهو هذا السرطان وماهي أسبابه وأعراضه؟

سرطان عنق الرحم.. ماهو؟
 

سرطان عنق الرحم‏، هو سرطان الرحم الخبيث الذي يصيب عنق الرحم، ويأتي في المرتبة الرابعة بين السرطانات الأكثر شيوعاً بين النساء عالمياً، والسبب الرئيسي للإصابة بهذا السرطان هو الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري(HPV).

هذا المرض لا يسبب الآلام وإنما يتصاحب بنزف بسيط، ولكن عندما يتطور إلى مرحلة الورم فقد يتسبب بخروج سائل وردي اللون له رائحة. في المراحل الأولى من ظهور المرض قد يكون استئصال المكان المصاب عن طريق الليزر كافيا، ولكن في المراحل المتقدمة قد يصل الأمر حدّ ازالة الرحم بشكل كامل، وفي بعض الأحيان يستدعي الوضع ازالة بعض الاعضاء المحيطة إذا كان في مرحلة متقدمة وانتشر لها.

وتعد النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 35 و44 عاماً هم الأكثر عرضة للإصابة به، إلا أن أكثر من 15٪ من الحالات الجديدة هي في النساء فوق سن 65 عاماً.

 

 

الأسباب..

فيروس الورم الحليمي البشري (HPV)، الإصابة بهذا الفيروس تكون على الأغلب في عمر الشباب عن طريق العدوى وعلى الأغلب بسبب العلاقات الجنسية، وفي الغالب يبقى الفيروس لسنوات عديدة غير فعال أو بمعنى اخر يتعايش بشكل سلمي.

كما يعد اهمال النظافة العامة من الأسباب القوية لانتقال الفيروس HPV، ونظريا من الممكن الإصابة بهذا الفيروس بعيدا عن الممارسات الجنسية، لكن بنسبة ضعيفة، على غرار انتقال العدوى من الأم إلى الرضيعة عند الولادة، لكن هذه الفرضية في طور الدراسة ولم يمكن حتى الآن اثباتها بشكل قطعي.

ممارسة الجنس مع عدة أشخاص: من أسباب الاصابة بهذا الفيروس، فكلما زاد عدد الأشخاص الذين يمارس الشخص الجنس معهم، زادت احتمالات الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري.

النشاط الجنسي المبكّر: إن ممارسة الجنس في سن مبكّرة يزيد من خطورة الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري.

أنواع العدوى الأخرى المنقولة جنسيا: تزيد الإصابة بأنواع أخرى من العدوى المنقولة جنسيًّا خطر فيروس الورم الحليمي البشري الذي يمكن أن يؤدي إلى سرطان عنق الرحم. ومن أنواع العدوى المنقولة جنسيًا الأخرى التي تزيد الخطر، الهربس وداء المتدثرة والسيلان وداء الزُهري وفيروس نقص المناعة البشري/الإيدز.

ضعف الجهاز المناعي: قد يزداد احتمال الإصابة بسرطان عنق الرحم إذا كان الشخص يعاني من ضعف في الجهاز المناعي بسبب حالة صحية أخرى.

أدوية الوقاية من الإجهاض: إذا تناولت الام أدوية أثناء الحمل، فإن خطر الاصابة الجنين بسرطان عنق الرحم قد يزيد.

التدخين: لا يعتبر التدخين بالضرورة مسببا رئيسيا للمرض ولكن تعتبر خطورة الفيروس HPV عند النساء المدخنات أعلى من خطورته عند النساء غير المدخنات أو اللاتي لم يدخن قط.

 

 

الأعراض...

قد لا يسبب سرطان عنق الرحم أي أعراض في البداية، ولكن مع نموه، قد يتسبّب في ظهور بعض الأعراض والمؤشرات، مثل:

-نزيف مهبلي بعد الجماع، أو بين الدورات الحيضية، أو بعد انقطاع الطمث
-غزارة نزيف الحيض واستمراره لفترة أطول من المعتاد
-إفرازات مهبلية مائية ودموية قد تكون غزيرة وذات رائحة كريهة
-ألم بالحوض أو ألم أثناء الجماع

الأنواع...

ينقسم سرطان عنق الرحم لعدة أنواع وفقا لنوع الخلية التي بدأ ظهور السرطان فيها. وفيما يلي الأنواع الرئيسية لسرطان عنق الرحم:

سرطانة حرشفية الخلايا: يبدأ هذا النوع من سرطان عنق الرحم في الخلايا الرقيقة المسطحة، المعروفة بالخلايا الحرشفية التي تبطِّن الجزء الخارجي من عنق الرحم. ومعظم سرطانات عنق الرحم من نوع سرطان الخلايا الحرشفية.

السرطان الغُدي: يبدأ هذا النوع من سرطان عنق الرحم في الخلايا الغدية عمودية الشكل التي تبطِّن قناة عنق الرحم.

وفي بعض الأحيان، يرتبط هذان النوعان من الخلايا بالإصابة بسرطان عنق الرحم، ونادرا ما يحدث السرطان في الخلايا الأخرى الموجودة في عنق الرحم.

 

 

المراحل

تكون سرطان عنق الرحم من أربع مراحل، وهي :

المرحلة الأولى: يكون الورم في هذه المرحلة صغير الحجم، ولم ينتشر إلى أجزاء الجسم الأخرى، قد يكون أو لا يكون منتشرا إلى الغدد اللمفاوية.

المرحلة الثانية: يكون الورم في المرحلة الثانية منتشرا إلى الغدد اللمفاوية وأكبر حجماً، ولم ينتشر إلى أجزاء الجسم الأخرى بعد.

المرحلة الثالثة: ينتشر السرطان في هذه المرحلة إلى أجزاء الجسم المحيطة الموجودة في الحوض، مثل المهبل والحالبين، لكن لم ينتشر إلى الأعضاء البعيدة.

المرحلة الرابعة: ينتشر السرطان في المرحلة الرابعة إلى أعضاء موجودة خارج الحوض مثل الرئتين، أو العظام، أو الكبد.

 

 

مرحلة العلاج..

عندما يحدث سرطان عنق الرحم، غالبا يعالج أولا بالجراحة لإزالته، وقد تشمل العلاجات الأخرى أخذ أدوية للقضاء على الخلايا السرطانية، وقد تشمل الخيارات الممكنة العلاج الكيميائي أو أخذ أدوية العلاج الاستهدافي، وقد تشمل أيضا العلاج الإشعاعي باستخدام حزم أشعة عالية الطاقة.

يستطيع الأطباءُ اكتشاف سرطان عنق الرحم وخلل التنسج العنقي cervical dysplasia (حالات نمو ما قبل سرطانية) عن طريق اختبار بابانيكولاو، ويُجرى هذا الاختبار في أثناء فحص الحوض. وأثناء هذا الفحص، سيقوم بمُعاينة المهبل من الداخل ويُبقيه مفتوحا باستخدام أداة صغيرة تُسمَّى المنظار.

لإجراء اختبار بابانيكولاو، يأخذ الطبيب بعض الخلايا من عنق الرحم باستخدام مسحة ويجري تفحُّص الخلايا تحت المجهر.

إذا ظهرت الخلايا غير طبيعيّة، سيقوم الأطباء بأخذ قطعة صغيرة من عنق الرحم لتفحصها تحت المجهر (عيِّنة).إذا كانت المرأة مصابة بسرطان عنق الرحم، سيعاين الأطباء حجم السرطان ومدى انتشاره باستخدام فحوصات تصويرية مثل:

التصوير المقطعي المحوسب: فحص تصويري يأخذ صورا بالأشعة من عدّة زوايا من أجل الحصول على صورة مفصلة للجسم من الداخل.

التصوير بالرنين المغناطيسي: وهو فحص تصويري يجري فيه استخدام حقل مغناطيسي قوي للحُصول على صورة مُفصلة للجسم من الداخل.

بالنسبة إلى السرطان المُبكِّر الذي لم ينتشر إلى ما بعد سطح عنق الرحم، يمكن استئصاله عن طريق الجراحة، ويحتاج الأطباء إلى إزالة قطعة فقط من عنق الرحم (وليس كامل عنق الرحم أو الرحم) ويقومون بالجراحة من خلال المهل.

 


 

تونس تلتحق بالركب...

في الختام، وبعد التعرف على خطورة هذا السرطان، تبقى أساليب الوقاية منه، باختلافها، مهمة جدا، وفق ما أجمع عليه الأطباء سواء في تونس أو في العالم، ولعلّ خير دليل على ذلك، اعتماد عديد الدول هذا اللقاح ضمن تلاقيحها الوطنية، وهو ما تعمل عليه وزارة الصحة التونسية حاليا.

ينبغي على البالغات اللواتي تتراوح أعمارهنّ بين 27 إلى 45 عاما ولم يأخذن اللقاح أن يتحدثن مع الطبيب حول إمكانية التطعيم من عدمه

*أميرة عكرمي