languageFrançais

نوبات الهلع: العوامل..الأعراض وطرق العلاج.. أخصائية نفسية تجيب

نوبات الهلع: العوامل..الأعراض وطرق العلاج.. أخصائية نفسية تجيب

هل سبق لك التعرّض إلى نوبات هلع (crise d’angoisse)؟ وفي حال حدوث ذلك كيف تُفرّق إن كانت حالة عرضية أم أنّها حالة مرضية تحتاج إلى العلاج؟..

قبل الخوض في الأسباب والعوامل وطرق العلاج، سنتطرّق إلى تعريف نوبة الفزع مع أخصائية الأمراض النفسية والعصبية الدكتورة منال بالعربي، التي كانت ضيفة برنامج "صباح الناس" للحديدث عن هذا الموضوع.

تقول الدكتورة منال بالعربي إنّ نوبات الفزع هي حالة خوف كبير يرافقها تعبير جسماني، إذ تنتجُ عنها أعراض جسمانية على مستوى القلب أو الرئة أو البطن دون أن يكون هناك سبب حقيقي للخوف، ودون وجود خطر معيّن. 

أعراض نوبات الفزع

تظهر لدى الشخص المصاب بنوبات الهلع جملة من الأعراض قد تكون منفردة أو مجتمعة مثل تسارع نبض القلب والخفقان والأوجاع على مستوى الصدر.

كما تتسبب نوبات الفزع في سرعة عملية التنفس وينتج عنها التعرّق والإحساس بالدوران نتيجة ارتفاع نسبة ثاني أكسيد الكربون في الدماغ.

وقد تتسبب نوبات الفزع في أعراض أخرى كالإسهال، ونزول مستوى السكر.

كما قد تنتج عن نوبات الفزع فقدان الإحساس بالمكان وتنتاب الشخص المصاب أحيانا تهيئات بأنّه سيموت، بالإضافة إلى إمكانية الإصابة بنوبة قلبية.

نوبات الفزع فجئية وتنفرج تلقائيا

تنطلق نوبات الفزع بشكل مفاجئ ويمكن أن تتواصل على امتداد ما بين 20 و30 دقيقة وتبلغ ذروتها في غضون 10 دقائق.

وعادة ما تنفرج نوبات الفزع تلقائيا بعد مضيّ الزمن المشار إليه والذي يختلف من حالة إلى أخرى. 

وعادة ما تُخلّف نوبة الفزع فور انتهائها، إحساسا بالدوران والإرهاق نتيجة تلك الأعراض القوية.

ومن المهمّ جدّا، تقول الدكتورة منال بالعربي التفريق بين الخوف المحفّز وهو خوف إيجابي وبين الخوف المعطّل الذي يكشف عن حالة مرضية.


التأكّد من عدم وجود أسباب عضوية

وقبل المضيّ في الجانب النفسي، من الضروري التأكّد من عدم وجود أسباب عضوية. فمن الضروري القيام بتشخيص لتبيّن إن كانت النوبة تعود إلى أسباب عضوية، على غرار المشاكل على مستوى القلب وغيرها.

وبمجرّد التأكّد من عدم وجود حالة جسدية يتمّ المرور إلى التشخيص النفسي واعتماد بروتوكول علاجي.

متى تكون نوبات الفزع مرضية؟

لا يمكن اعتبار نوبات الفزع مرضية في حال طرأت مرّة أو مرّتين عند الشخص وتحدث عادة في اجتماع ظروف معيّنة تؤدي إلى ظهورها.

وتصبح مرضية عندما تكون متكرّرة وبشكل متواتر وعندها نتحدّث عن مرض من أمراض الخوف وما يسمى بالفرنسية (Troubles paniques).

العوامل المساهمة في الإصابة بنوبات الفزع 

توجد عوامل تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة من غيرهم لنوبات الفزع. فالمرأة معرضة أكثر من الرجل للإصابة بنوبات الفزع.

كما قد تنتج النوبات عن وضعيات الطلاق والحزن بعد فقدان شخص إضافة إلى المرور بصدمات من قبيل التعرض للاعتداءات الجنسية والعنف وسوء المعاملة.

كما أنّ المرور بحالات كآبة في الصغر من العوامل المثيرة لنوبات الهلع، بالإضافة إلى الوضعيات الضاغطة.

وتمثّل المواد المخدّرة من عوامل ظهور نوبات الهلع، وفي هذا السياق تشير الدكتورة منال بالعربي إلى أنّ الفئة العمرية المتراوحة بين 20 و30 سنة تمثّل أرضية خصبة لتطوير حالات الهلع.

ويمكن أن يؤدي الإفراط في استهلاك القهوة والنيكوتين إلى الإصابة بنوبات الهلع.

وحذّرت الدكتورة منال بالعربي من نزوع بعض المصابين بحالات الهلع نحو استهلاك المشروبات الكحولية، مشيرة إلى أنّ الكحول من المواد التي تعقّد وضعية المريض.

كما تدخل العوامل الوراثية في الإصابة بنوبات الفزع، إذ أنّ الأشخاص الذين ينحدرون من عائلات فيها أشخاص أصيبوا بهذا المرض معرّضون أكثر من غيرهم لنوبات الهلع.

المصاب بنوبات الهلع في حاجة إلى العلاج

يحتاج المصابون بنوبات الهلع إلى العلاج الذي يؤدي إلى التعافي بنسبة جيّدة بحسب الدكتورة كوثر بالعربي، مع ضرورة الاحتياط لعدم التعرّض مجددا لهذه النوبات. 

وقالت إنّ التشخيص مهم لتحديد طبيعة النوبات وأسبابها لوصف العلاج المناسب، مؤكدة على أهمية العلاج لتعويض النقص في sérotonine في الدماغ والذي يعبّر عنه بهرمون السعادة.

وعند الإصابة بنوبة من الهلع، تنصح الأخصائية النفسية بالعمل على الانزواء في مكان هادئ، وإغماض العينين والإشتغال على عملية التنفس من خلال استنشاق الهواء عبر الأنف واخراجه من الفم مما يساهم في تخفيض حدة الهلع.