''حكايات''.. من طفولة الباجي قايد السبسي
وثّق رئيس الجمهورية الراحل محمد الباجي قايد السبسي طفولته وسيرته الذاتية في كتابه ''الحبيب بورقيبة المهمّ... والأهم''.
وأكّد فيه أنّه ينتمي إلى عائلة من سكان تونس العاصمة وتقيم تحديدا بحي باب الأسواق وأنّ والده كان الأخير من سلالة أسرته وكان أصغر إخوته وأخواته، وأنه كان يعيش بعد نضوب الثروة العائلية حياة متواضعة باستغلال مزرعة يملكها بماطر من ولاية بنزرت و''سانية أشجار غلال في الجديدة على ضفاف وادي مجردة''.
وأضاف أنهم أجبورا على التنقل للعيش في جهة حمام الأنف بالضاحية الجنوبية للعاصمة لعلاج والده بنصيحة من طبيبه حينها محمود الماطري ليتوفى بعدها والده وهو ما يزال طفلا في العاشرة وهو أكبر إخوته، أمّا والدته فهي أصيلة تونس العاصمة من عائلة آل بن جعفر الذي كان معظمهم ينتمون الى الحزب الدستوري الجديد.
وجاء في الكتاب'' استقبل جدي محمد بن جعفر الذي كان أمين الشواشية والدته في مقر الإقامة الثانوي للعائلة بسيدي بوسعيد لما كانت على وشك إنجابه، وعندما شعرت بالمخاض وفي غياب أي إسعاف طبي لصعوبة جلبه من تونس العاصمة نقلت، تنفيذا لأوامر جده الى ضريح الولي الصالح في هذه المدنية لتلد تحت رعايته ونذر جده إذا كان المولود ذكرا فليطلق عليه اسم الباجي ..وان كانت أنثى سيطلق عليها سيدة.. وهكذا فتح عينه لأول مرة في ضريح سيدي بوسعيد الباجي الذي حمل اسمه''.
وتحدّث الرئيس الراحل في كتابه عن ما اعتبرها ''أوّل صدمة تلقاها في حياته النضالية'' قائلا ''كان ذلك في 9 أفريل 1938 وكان حينها تلميذا صغيرا يدرس بفرع المعهد الصادقي ويقيم في تونس مع احد اقاربه ولقد كان شاهدا على الصدمات الدامية التي طبعت ذلك اليوم الرهيب عندما كانت الجماهير تهتف بصوت واحد ''برمان تونسي'' وسط دووي ازير الرصاص وتساقط الجرحى ولم أكن افهم شيئا ووجدت نفسي بعد توقف الدروس في المعهد الصادقي، في حمام الانف مع أمي اتابع ما يحدث.. مجموعة من العساكر تخرب أمام اعيننا مقر الحزب الدستوري التونسي وقد حاولت أمي ان تشرح لي ما يحدث على طريقتها قائلة '' لا تنس ما رأيت'' !