languageFrançais

ديون بـ2800 مليارا لفائدة الكنام ومنظومة علاج تحتاج للعلاج

ديون بـ2800 مليارا لفائدة الكنام ومنظومة علاج تحتاج للعلاج

كان ملف منظومة العلاج والتغطية الاجتماعية مجدّدا محور مجلس وزاري مضيّق في محاولة لحلّ الأزمة المالية المهيمنة على مفاصلها والخلل الذي يشوبها ويعيقها عن تلبية مطالب المنخرطين.

واستنادا إلى مصادر مسؤولة فقد ناهزت قيمة الديون التي لم يتمكن صندوق التّأمين على المرض من استرجاعها والمتخلّدة بذمة الصناديق الاجتماعية (صندوق التقاعد والحيطة الاجتماعية CNRPS وصندوق الضمان الاجتماعي Cnss) 2800 مليون دينار.

عجز مالي بمئات المليارات
 
وباتت عملية استرجاع هذا المبلغ مهمّة شبه مستحيلة لأن الصندوقين الاجتماعيين عاجزان ماليا ويشكوان نقصا في الموارد المالية حيث بلغ عجزهما المالي حوالي 798 مليون دينار ومن المتوقع أن يبلغ نهاية 2017 حوالي 911 مليون دينار وربما أكثر.

ويشار إلى أن عدد المنخرطين في صندوق التأمين على المرض تجاوز 3 ملايين و244 ألف منخرط تونسي من بينهم مليون و738 ألف منخرط في منظومة العلاج العمومي ويتلقون العلاج بالمستشفيات العمومية و598 ألف اختاروا المنظومة الخاصة للعلاج في المصحات الخاصة و683 ألف في منظومة استرجاع المصاريف.

وفي تفاصيل أزمة منظومة العلاج ومنظومة التغطية الاجتماعية، جوانب أخرى تبدو مخيفة وتبعث على القلق إذ تعاني الصيدلية المركزية، بوصفها المزوّد الرئيسي الوحيد للأدوية بالمستشفيات والصيدليات، من عجز مالي وبلغت ديونها المتخلّدة بذمة صندوق التأمين على المرض (الكنام) 360 مليارا من المليمات فيما بلغت ديونها لدى المستشفيات العمومية 200 مليارا من المليمات وهي مطالبة اليوم باسترجاع هذه المبالغ في أقرب الآجال.

وعجز مالي أيضا في الصيدلية المركزية

لكن عجز الصيدلية المركزية عن استرجاع ديونها قد يعرّضها للسقوط في الإفلاس وهو ما يعني حصول أزمة في توفير الأدوية لأنها مطالبة بدفع 370 مليارا من الملّيمات بعنوان ديون متخلّدة بذمتها لفائدة المزودين من مصانع ومخابر الأدوية، وفي حال عدم إيفاء الصيدلية المركزية بدفع ديونها، فإنّ مصنعي الأدوية قد يتوقفون عن تزويد الصيدلية المركزية بالأدوية.

ويذكر أنّ الصيدلية المركزية هي الضّامن لجودة الأدوية وتعديل أسعارها في السوق المحلية إضافة على عقلنة أسعار الأدوية باهظة الثمن ومنها المخصصة لمعالجة الأمراض الثقيلة والمزمنة خصوصا وأن عدد المصابين في هذا الإطار بلغ حوالي 898 ألف مصاب بعد أن كان في حدود 482 أل سنة 2010.

إضافة إلى ذلك، فقد بلغ عدد قرارات التّكفل بتغطية علاج المصابين بالأمراض الثقيلة والمزمنة في 'الكنام' حوالي مليون و262 ألف قرار (prises en charge).

وضع مالي متعفّن

هكذا يبدو الوضع المتعفّن ماليا لمنظومة التغطية الاجتماعية ومنظومة العلاج، حيث ظلّت الأزمة تعصف بالصناديق الاجتماعية على مدى سنوات وانتقلت عدوى الأزمات إلى الصيدلية المركزية التي ارتبط حل مشاكلها بحل مشاكل المنظومة الاجتماعية ومراجعتها ومراجعة منظومة الصحة العمومية ككل حسب تصريح الرئيس المدير العام للصيدلية لموزاييك فيما تبقى الإجراءات التي أقرتها الحكومة مؤخرا حلولا وقتية بمثابة المسكنات 'قصيرة المدى'  في حين أنه لم يبق في جراب الحكومة اليوم سوى هذه المسكنات في صندوق إسعافاتها الأولية..