مختار بن نصر يدعو إلى تطبيق إستراتيجية 'التسامح الصفر'
استنكر العميد السابق بالجيش الوطني مختار بن نصر على صفحته في الفايسبوك الاعتداء على السيادة الترابية يوميا من طرف المهربين ولجوئهم إلى اكتراء عناصر مسلحة ليبية لتأمين تحركاتهم في الجنوب التونسي.
ودعا السلط المكلفة بضبط الأمن والسهر على سلامة التراب الوطني أن تغير إستراتجيتها تماما، معتبرا أنّه عندما تتخلى الدولة عن جزء من سيادتها لفائدة جهات أخرى مهما كانت يكون الشعب قد تخلى وقتيا عن إرادته و سيادته وبالتالي تخلى عن الديمقراطية.
وقال بن نصر إن انعدام الأمن الذي يسببه الإرهاب والتهريب والإجرام والاعتداءات المتكررة على سيادة التراب الوطني يضرّ بالمناخ العام ويعطي الانطباع بهشاشة وضعف الدولة فتنتصب أطراف أخرى لتنتزع سلطة الدولة وتدير الملف المنى عوضا عنها وهذا ما نشاهده في البلدان التي انهارت فيها الدولة أو تكاد.
وشدّد العميد السابق بالجيش على أنّ مبدأ ردع الجريمة بالعقاب الفوري والمستحق حقّق نتائج مذهلة في الدّول الذي اعتمدته فيما أثبتت التجارب أنّ مراعاة الجانب الاجتماعي والنفسي واعتماد ظروف التخفيف مع المجرمين أعطى نتائج عكسيّة.
وأكّد أنّ العديد من الخبراء اتفقوا على ضرورة إعادة النظر في ظروف التخفيف ونسب العقاب والذهاب إلى الزجر الرادع عوض التسامح الذي لا يمكن إلا أن يزيد من الانحراف والإجرام والتطاول على الدولة "كما هو الحال اليوم في بلادنا باسم الفوضى العارمة التي يسميها البعض تواصلا للثورة، نعم تحوّلت الفوضى اليوم إلى تحدّ صارخ للسلطة واعتداء على القانون وعلى الانضباط وعلى العمل وحتى على الحرية ذاتها".
وتابع بن نصر "لذلك أقول إنه لا يجب اعتبار المجرم أو الجانح ضحية داخل المجتمع لان في ذلك فشل ذريع لضمان الأمن وأن أنجع الحلول وأكثرها واقعية في التصدي للجريمة بأنواعها هو الرفع من احتمال العقاب الرادع الذي لا يفر منه أحد.نحن إذن اليوم في حاجة أكيدة وملحة لاعتماد إستراتجية أمنية جديدة إستراتجية التسامح صفر لمحاربة الإرهاب والتهريب والفساد والفوضى يسبقها استعداد كل أجهزة الدولة التنفيذية والقضائية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه بالفاعلية والنجاعة اللازمة مع حملة إعلامية تنبيهية وتحذيرية طويلة المدى لتنبيه المواطنين لخطورة التمادي في خرق قوانين البلاد".