الصحة العمومية في حاجة للعلاج: شهادة الإعلامية فاطمة بن جمعة غربال
لا يخفى على أحد الوضعية الكارثية للعديد من مستشفيات الصحة العمومية وتردي الخدمات المسداة للمرضى بهذه المؤسسات، ورغم ما يتم اعلانه من اجراءات من قبل المسؤولين على القطاع فإن دار لقمان بقيت على حالها ولم تتغيّر الوضعية بل تزداد تدهورا أحيانا ليبقى المواطن البسيط في معاناة دائمة وهو أمام أحد الخيارين أحلاهما مرّ فإما أن يرضى بتلك الوضعية أو أن يتجه إلى المستشفيات الخاصة ويتكبّد مصاريف لا طاقة له بها، مع الإشارة إلى أنّ القطاع الخاص لا يخلو من مشاكل لا مجال لذكرها الآن.
وقد يحدث أن ''ينتفض'' أحد المواطنين على هذه الوضعية ليسمع صوته للمسؤولين لكن حظوظه في الوصول إليهم تبقى ضئيلة جدا إلا إذا كان هذا المواطن من أصحاب النفوذ او من الوجوه المعروفة أو أحد الإعلامميين المعروفين فحينئذ تتغير المعطيات ويفعل المسؤولون ما بوسعهم لتحسين خدماتهم ليس حبا في خدمة المواطن والمرضى بل لإرضاء هذا المواطن الخاص ودرء للـ ''فضيحة''.
هذا ما حدث مع الصحفية ومقدمة البرامج بالقناة الوطنية الأولى فاطمة بن جمعة غربال التي توجهت مؤخرا لعلاج ابنها بمستشفى الأطفال بباب سعدون، المستشفى الوحيد المتخصص في علاج الأطفال بتونس. تقول فاطمة إنها توجهت للمستشفى لعلاج ابنها في مؤسسة عمومية ولم تتوجه إلى هناك بصفتها الإعلامية لكن هالها ما لاحظته من لامبالاة تامة واهمال لمرضى من نوع خاص.
وفي اتصال مع جيهان في برنامج صباح الناس على موزاييك اليوم الخميس 14 جانفي 2016 قالت فاطمة إنها ذُهلت من الوضعية الكارثية للمستشفى ومعاناة الأطفال القادمين من جميع جهات الجمهورية لتلقي العلاج في المستشفى المتخصص الوحيد في البلاد.
وأوضحت فاطمة أنها اتصلت بقيم عام المستشفى الذي اقترح عليها أن يعجّل بالإجراءات لفائدتها على حساب المرضى الآخرين لكنها رفضت ذلك وأكّدت أنها لا تسعى لخدمة نفسها بل انها تشتكي من معاناة جميع المرضى.
ولكن ما رعاها إلا أن مدير المستشفى راسل مؤسسة الإذاعة والتلفزة التونسية واتهمها بإستغلال وظيفتها للتشهير بالمستشفى والإخلال بالسير العادي للعمل به وهو ما أثار حفيظتها فضلا عن طلب مدير مؤسسة التلفزة بالرد عليه وتهدئته بـ "كلمتين".
وأكّدت فاطمة أنها راسلت وزير الصحة سعيد العايدي وقد تم تحديد موعد للقائه غدا الجمعة ، كما راسلت رئاستي الحكومة والجمهورية بخصوص الموضوع.
