البنك الدولي: عمال البلدان المتقدمة الأكثر تأثرا بالذكاء الإصطناعي
يحدث الذكاء الاصطناعي تحولات جذرية في قوة العمل العالمية، لكن يعتبر عدد من المؤسسات الدولية أن تأثيره متفاوت بحسب المناطق، حيث يعتبر تقرير صدر مؤخرا عن البنك الدولي أن تأثير الذكاء الاصطناعي كبير على الوظائف في البلدان مرتفعة الدخل حيث تهدد التكنولوجيا بتحولات جذرية في وظائف وصناعات بأكملها.
وتوجه البنك الدولي مؤخرا إلى إجراء دراسة حول اثر الذكاء الاصطناعي على العمال في البلدان النامية خاصة وأنهم يمثلون 80% من قوة العمل العالمية وفي تحليل بيانات 25 بلداً تضم نحو 3.5 مليارات نسمة، ومستوى استخدام الذكاء الاصطناعي في هذه الدول لتبين النتائج أن آثاره على الوظائف ستكون أكثر تدرجاً في بلدان الجنوب، لاسيما في البلدان منخفضة الدخل.
النساء يستخدمن الذكاء الاصطناعي ويتأثرن به بنسب أعلى من الرجال
وتم تسجيل تفاوت كبير في استخدام الذكاء الاصطناعي، فبعض المهن، مثل البناء، لا تستخدمه كثيراً، وبالتالي من غير المرجح أن تتأثر بصورة كبيرة، لكن في المقابل، يتم استخدامه في وظائف مثل إعداد كشوفات المرتبات، وبالتالي قد يكون له تأثير كبير على كيفية أداء هذه الوظائف، وعلى الصعيد العالمي، نجد مهناً مثل ميكانيك السيارات بها أكبر عدد من العمالة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي بمعدلات منخفضة إلى متوسطة وبالتالي، لن يتجاوز أثرها هذه المستويات مستقبلا في هذا القطاع .
وبينت الدراسة أن استخدام الذكاء الاصطناعي والتأثر به حسب المهن على الفئات العمرية بين 15-64 أن اثر الذكاء الاصطناعي يؤثر على البلدان مرتفعة الدخل بنسبة 63 بالمائة و وبنسب تتراوح بين 44 و49 بالمائة على العمال ذوي مستويات الدخل العليا والدنيا وبنسبة 37 بالمائة على العمالة في البلدان منخفضة الدخل.
وأكدت الدراسة أن النساء يستخدمن الذكاء الاصطناعي ويتأثرن به بنسب أعلى من الرجال، وإن كان هذا فقط في البلدان مرتفعة الدخل والشريحة العليا من البلدان متوسطة الدخل أما في البلدان الأكثر ثراءً، فان الفئات الأكبر سنا الأكثر تأثراً بالتغيرات التي يحدثها الذكاء الاصطناعي.
وتوضح الدراسة أن استخدام الذكاء الاصطناعي لا يعني بالضرورة الاستغناء عن مهمة أو وظيفة بأكملها، بل قد يعني 3 أن يتولى الذكاء الاصطناعي مهام محددة بالكامل، مما يقلل من الحاجة إلى العمالة البشرية ويعزز الذكاء الاصطناعي الإنتاجية البشرية، مما يسمح للعمالة بأداء المهام على نحو أكثر كفاءة كما يغير الذكاء الاصطناعي مجموعة المهام في إطار المهنة الواحدة، مما قد يؤدي إلى توصيفات وظيفية جديدة تستند إلى مهارات مختلفة.
قد ينفع الذكاء الاصطناعي العمال في الإقتصاديات النامية بدلا من الاستغناء عنهم
وبينت الدراسة أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يخلق أيضاً فئات ومجموعات من الوظائف الجديدة إلا أن تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف أقل وأبطأ في العديد من البلدان النامية، وخاصةً، في المناطق التي تعاني من محدودية خدمات الكهرباء أو الإنترنت.
وأوصت الدراسة باتخاذ جملة من السياسات لضمان عودة الذكاء الاصطناعي بالنفع على العمالة في الاقتصاديات النامية بدلا من الاستغناء عنها ومن ذلك الدعوة للتوسع في البنية التحتية للكهرباء والخدمات الرقمية دون انقطاع، لاسيما في المناطق الريفية، لدعم اعتماد الذكاء الاصطناعي بهدف تحقيق أكبر قدر من المنفعة والاستفادة وإعطاء الأولوية لزيادة الكفاءة باستخدام الذكاء الاصطناعي وتعزيز الإنتاجية البشرية بدلا من الاستغناء عن العمالة مما يساعد على تحفيز النمو الاقتصادي الشامل للجميع.
كما دعت الدراسة إلى تسخير الذكاء الاصطناعي لتحسين خدمات الرعاية الصحية والتعليم و يسد العجز في توفير رأس المال البشري في القطاعات الحيوية مثل الطب والتعليم، وبالتالي تيسير توفير الخبرات العملية المختصة والمطلوبة في هذا المجال.
هناء السلطاني