اضطراب توزيع قوارير الغاز..وضع يتجه نحو الإنفراج وخطط لرفع طاقة الخزن
شهد توزيع قوارير الغاز المنزلي الآونة الأخيرة اضطرابا حادّا، تزامنا مع موجة البرد وارتفاعا في الطلب لم تقدر مراكز التعبئة السبعة في البلاد على مجابهته، خاصّة مع سوء الأحوال الجوية مما أخر وصول بعض الشحنات المبرمجة.
وإن أقرّ الرئيس المدير العام للشركة الوطنية لتوزيع البترول "عجيل" خالد بتين بوجود صعوبات في توزيع قوارير الغاز المنزلي، إلاّ أنّه أكّد، في مداخلة هاتفية في برنامج صباح الناس الثلاثاء 21 جانفي 2025، تجاوز الاضطراب الحاد في التوزيع الذي ميّز الفترة الأخيرة، مضيفا أنّ 4 ولايات فقط ما تزال تشهد نقصا شديدا في قوارير الغاز فيما وصف النقص بالطفيف في باقي الولايات.
كما أشار إلى إمكانية الترفيع في كميات قوارير الغاز التي يتمّ التزوّد بها من الجزائر بألف قارورة يوميا، لتصل الكمية إلى 6 آلاف قارورة. وتهمّ هذه الكميات عددا من الولايات الحدودية على غرار الكاف والقصرين.
وأكّد بتين أنّه سيتمّ التركيز في التزويد على المناطق التي تشهد نقصا حادا في ولايات نابل وزغوان وسليانة وبن عروس، ومنح الموزعين الذين يزوّدون المناطق المذكورة الأولوية في التزود لإيصال قوارير الغاز لهذه الجهات.
وشدّد الرئيس المدير العام لـ"عجيل" على أنّ المتابعة لعمليات التوزيع في الجهات يومية، ولكنه أكّد وجود ما وصفها بـ "المظاهر الإجرامية" أحيانا حين يتمّ اعتراض شاحنة محملة بالغاز.
ومن حيث الأرقام، فإنّ الكميات التي يتمّ انتاجها يوميا كافية نظريا لتلبية حاجيات السوق بل وتفوقها بتوفير 40 ألف قارورة إضافية يوميا. وتنضاف هذه الكميات إلى الإنتاج الاعتيادي والبالغ 140 ألف قارورة، وفق تصريحات بتين.
لكنّه أشار إلى أنّ ارتفاع الطلب على قوارير الغاز للاستهلاك المنزلي لا يبرّر وحده النقص الشديد في قوارير الغاز، إذ أنّ بعض القطاعات الأخرى، على غرار سيارات التاكسي والمداجن، تزاحم العائلات في استهلاك قوارير الغاز المدعّمة والموجّهة بالأساس إلى هذه الفئة من المستهلكين.
من جهة أخرى أكّد خالد بتين أنّ البواخر المحمّلة بالغاز، في إطار عقود أبرمتها الشركة للعام الجاري، ترسو بشكل يكاد يكون يوميا في مختلف الموانئ (بنزرت وقابس ورادس)، معتبرا أنّ الإشكال يكمن في السلوك الاستهلاكي، دون أن ينفي وجود بعض المشاكل الهيكلية كطاقة الخزن المحدودة خاصة في بنزرت والتي لا تتجاوز10 أيام، بحسب تصريحه.
دعم خطوط الانتاج وطاقة الخزن
وتضمّ تونس 7 مراكز لإنتاج الغاز المنزلي، ثلاثة منها على ملك شركة "عجيل"، والأربعة المتبقية على ملك شركات خاصة. وتتوزّع هذه المراكز على كلّ من رادس (3) وقابس (3) وبنزرت (1).
وأعلن خالد بتين عن برمجة شركة "عجيل" تعزيز طاقة الخزن خاصة في بنزرت، لتوفير مخزون أكبر لتلافي النقص في التزويد في حالات ارتفاع الطلب.
كما أكّد أنّ الشركة "تدرس بجدية" تأهيل خط ثان في مركز تعبئة قوارير الغاز برادس، مشدّدا قوله: "سيتمّ قريبا إصلاحه ونحن ننتظر وصول قطع الغيار".
وأشار أيضا إلى برمجة خط جديد بطاقة 1500 قارورة، سيرى النور في غضون سنتين، إضافة إلى برمجة خط ثالث بطاقة انتاجية مماثلة في قابس.
وكشف بتين عن نية الشركة في تعزيز الرصيد البشري في مركزي التعبئة بقابس وبنزرت وإضافة فريقي عمل ليلي.
وشدّد على أنّ استراتيجية الاستثمار التي وضعتها الشركة بإمكانياتها الذاتية.