تسجيل تراجع في انتداب كفاءات تونسية بالخارج: وكالة التعاون الفني توضّح
نشرت الوكالة التونسية للتعاون الفني مؤخرا، بلاغا حول نسب الكفاءات التونسية المنتدبة بالخارج، في إطار التعاون الفني خلال سنة 2024، وقد تمت ملاحظة وجود تراجع في عدد الانتدابات بنسبة 19 % وذلك لأول مرة منذ سنة 2020 وفق إحصائيات الوكالة.
وفي توضيح لأسباب هذا التراجع وخلفياته، أوضح مصدر مسؤول بالوكالة التونسية للتعاون الفني لموزاييك الاثنين 13 جانفي 2025 أن هذا التراجع الطفيف لحجم انتداب الكفاءات التونسية بالخارج لا يُلغي النسق التصاعدي والمستوى العادي لحجم الانتدابات منذ إنشاء الوكالة، إلا أن ما تم تسجيله سنة 2023 هو من أعلى المعدلات في تاريخ الانتدابات ويعتبر استثنائيا، كما أنه لا يخفي أن ما تم تسجيله خلال سنة 2024 يعتبر ثاني أعلى حجم انتدابات منذ إنشاء الوكالة التي تشهد نسقا تصاعديا في الانتدابات لسنوات، حيث تم خلال سنة 2021 انتداب 2486 كفاءة تونسية و3500 سنة 2022.
ترشيد الانتدابات والتركيز على الكيف لا الكم للتعاون على مستوى الانتدابات
وبيّن المصدر ذاته أنه من الأسباب التي تفسر هذا التراجع النسبي للانتدابات مؤخرا هو تركيز الوكالة ضمن إستراتيجية عملها خلال السنوات الثلاث الأخيرة على مسألة الكيف وخاصة ترشيد الانتدابات في قطاعات تحتاج فيها تونس لكفاءاتها، خلافا لسنوات ماضية كان فيها الانتدابات في إطار التعاون الفني قائمة على الكم.
وأضاف أن الوكالة تركز اكثر على ضرورة الاعتراف بالشهائد التونسية ضمن الانتدابات بالخارج وتعمل على استكشاف فرص لعمليات انتداب في قطاعات جديدة لا تخلق اختلالا على مستوى حاجيات السوق التونسية خاصة في الاختصاصات الحيوية ومنها الطبية، مشيرا إلى إمكانية ذهاب الوكالة إلى حد رفض بعض عروض شغل دولية قد تكون غير مناسبة ولا متماشية مع معايير عقود الانتدابات بالخارج .
وفي سياق متصل، أشار المصدر ذاته إلى أن من بين الأسباب الأخرى التي تفسر هذا التراجع الطفيف في نسب الانتدابات بالخارج هي تعويل عدة دول على أبنائها في عدة قطاعات من ذلك بعض دول الخليج التي أصبحت تشغل بنسب هامة أبناءها في مجال التعليم الذي كان من القطاعات الأعلى من حيث عقود الشغل بالخارج، مشيرا إلى تراجع الانتدابات بنسبة 23 بالمائة نحو ايطاليا وبنسبة 29 بالمائة نحو فرنسا، حيث تم تسجيل تراجع في نسب الانتداب في طب الاختصاص بـ19 بالمائة وفي الممرضين بـ27 بالمائة .
وأكد المصدر ذاته أن الوكالة تعمل على تطوير أشكال أخرى من التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة في هذا المجال تقوم على تقديم المساعدة الفنية وتنمية القدرات وتقاسم تجارب الكفاءات والخبرات التونسية مع نظرائهم مع بلدان شقيقة وصديقة في عملية تصدير للخبرات للمساعدة في تنفيذ المشاريع والبرامج وليس التوظيف منها التي تهم مثلا الأمن الغذائي بدولة التشاد ومنظومة الألبان بسلطنة عمان باعتبارها أحد أشكال التضامن بين الدول .
وقد أظهرت المعطيات ذاتها أن عدد المنتدبين في إطار التعاون الفني الذي شهد نسقا تصاعديا منذ سنة 2020 قد بلغ 3650 خلال سنة 2024، مقابل 4510 تونسيين منتدببن بالخارج خلال سنة 2023 أي بتراجع بـ860 شخصا.
وتصدرت ألمانيا قائمة البلدان المستقطبة للكفاءات التونسية حيث تم انتداب 724 تونسيا بألمانيا أغلبهم في قطاع التمريض وتلتها كندا التي استقطبت 652 إطارا تونسيا في مختلف الاختصاصات، 139 منهم في قطاع شبه الطبي ثم فرنسا بـ384 منتدبا.
وعلى مستوى الدول العربية فقد استأثرت سلطة عمان بنصيب الأسد من الانتدابات بـ411 منتدبا تونسيا جلهم في قطاع التعليم الثانوي ثم السعودية بـ 385 منتدبا.
وأشارت الوكالة التونسية للتعاون الفني، إلى أن العدد الجملي للمتعاونين والخبراء الملحقين لدى الوكالة، بلغ إلى غاية 31 ديسمبر 2024، ما يناهز 26808 متعاونا، 54 بالمائة منهم بالبلدان العربية، و28 بالمائة بأوروبا، و12 بالمائة بكندا.
ويذكر أن للوكالة 7 تمثليات بالخارج يشرف عليها مستشار للتعاون الفني وهي موزعة ببلدان منها بالمملكة العربية السعودية ( مكتب بالرياض ومكتب بجدة)، والكويت، وسلطنة عمان، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة قطر مع تغطية لمملكة البحرين، وموريتانيا مع تغطية لبلدان مجاورة لها بإفريقيا الغربية.
هناء السلطاني