دكاترة يطالبون بتصنيف السمنة كمرض خاضع للتغطية العلاجية
اعتبر الطبيب المنسق بمركز جراحات السمنة والسكري بتونس وعضو المكتب التنفيذي للجمعية التونسية للجراحة الأيضية والبدانة بشير بالراضية أن السمنة هي آفة تفشت في العالم أجمع حيث يبلغ عدد المصابين بها أكثر من 2.5 مليار مريض يتعايش مع السمنة وزيادة الوزن.
وقال في تصريح لموزاييك إن هذه الأرقام مفزعة كما أن تونس ليست بمنآى عن هذه الآفة حيث تضاعف عدد المصابين بمرض السمنة في السنوات الأخيرة خاصة إذا قارنا بين سنة 1975 إذ كانت النسبة 14% وآخر ما توفر من احصائيات سنة 2016 بلغت هذه النسبة 26.6%.
وكشف دكتور بالراضية أن المؤسسات العلمية العالمية توقعت في الخصوص أن تبلغ نسبة المصابين بالسمنة سنة 2030 حوالي 36% وفي سنة 2035 ستكون 46% أي بمعدل زيادة 2.5% سنويا داعيا إلى ضرورة إيجاد حلول لمرضى السمنة لما له من تداعيات سلبية على أجزاء مختلفة من الجسم .
من جهتها تعتبر منظمة الصحة العالمية أن السمنة اتخذت أبعاداً وبائية في جميع أنحاء العالم، حيث باتت تقف هي وفرط الوزن، وراء وفاة ما لا يقل عن 2.8 مليون نسمة كل عام و ارتفاع تكاليف العلاج خاصة في مرحلة السمنة المرضية و التي ينتج عليها الإصابة بعدة أمراض أيضية أهمها السكري نوع 2 و أمراض القلب و الشرايين و انقطاع التنفس أثناء النوم و ارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى وصعوبات الحمل والإنجاب ومشاكل النوم والشخير والتهاب المرارة ، وحتى بعض أنواع السرطان بالإضافة إلى تأثيرها الخطير على الصحة النفسية.
و حسب الدراسات العلمية للمنظمة العالمية لجراحة السمنة فإن مرض السمنة يمكن أن يرتبط بأكثر من 200 مرض . كما حذر الاتحاد العالمي للسمنة من أنه قد يمكن أن نجبر على إنفاق 1.2 تريليون دولار سنوياً اعتباراً من عام 2025 بسبب المشاكل الصحية التي تسببها السمنة المفرطة .
وأشار عضو المكتب التنفيذي لجمعية جراحة السمنة والأمراض الأيضية بشير بالراضية إلى أن العلاج الطبي لمرض السمنة ما يزال غير متوفر في تونس كما هو الشأن في عدة دول أخرى وهو ما يدفع بالمريض إلى اختيار الحل الجراحي أو الاكتفاء بالمتابعة لدى مختص في التغذية.
وأضاف أن الصناديق الاجتماعية لا تغطي تكاليف علاج هذا المرض رغم خطورته لأن المنظومة الصحية التونسية لا تعترف بالسمنة كمرض أساسا بل يتم التعامل معه على أنه نمط حياة .
وأشار محدثنا في الخصوص إلى ارتفاع نسبة الوفيات خلال جائحة كورونا بسبب مرض السمنة وما يصاحب من أمراض أخرى.
وطالب أصحاب القرار بضرورة الإعتراف بالسمنة كمرض وتمتيع المريض بالتغطية العلاجية الضرورية وهو ما من شأنه أن يقلص كلفة علاج أمراض أخرى ذات علاقة به خاصة وأن أغلب المرضى غير قادرين على الحلول الجراحية ماديا وبدنيا.
وتجدر الإشارة الى أن الجمعية التونسية للجراحة الأيضية والبدانة تعقد مؤتمرها الوطني الثالث لجراحة السمنة والأمراض الأيضية يومي 26 و27 أفريل الجاري بﺣﻀﻮر 200 ﻣﺸﺎرﻛ ﻣﻦ ﺑﯿﻨﮭﻢ ﻣﺨﺘﺼوﻦ ﻓﻲ ﻣﺠﺎل ﺟﺮاﺣﺔ اﻟﺴﻤﻨﺔ ﻣﻦ اﻟﺠﺰاﺋﺮ وﻟﯿﺒﯿﺎ وﻓﺮﻧﺴﺎ وروﻣﺎﻧﯿﺎ وإيطاليا ومالي وبوركينا فاسو والكاميرون وكينيا والسنغال .
بشرى السلامي