languageFrançais

''عصر ما بعد الحقيقة'': المشاعر تتغلب على الوقائع في تحديد دور الإعلام

''عصر ما بعد الحقيقة'': المشاعر تتغلب على الوقائع في تحديد دور الإعلام


بيّن الصادق الحمامي أستاذ بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار أن عصر ما بعد الحقيقة لا يعني نهاية الحقيقة بل معناه أن الرأي العام والآراء السياسية للمواطنين أصبحت تغلب فيها المشاعر على حساب الوقائع.

وقال الحمامي في تصريح لموزاييك، على هامش الملتقى العلمي الدولي حول الإعلام في عصر ما بعد الحقيقة ممارسة المهن الاعلامية في زمن الاضطراب المعلوماتي، إن هناك موجة من الاستخفاف بالوقائع وبالمعلومات الصحيحة، مشيرا الى وجود أزمة في الصحافة ليست طبيعية بل ساهم فيها الفاعلون السياسيين وخاصة الشعبويون منهم الذين لا يريدون أن تكون للصحافة المستقلة والقضاء المستقل أدوارا فاعلة.

ويقصد بمفهوم ''إعلام ما بعد الحقيقة'' السياقات التي تكون خلالها الحقائق أقل تأثيرا في تشكيل آراء الناس من الإدعاءات غير الدقيقة التي ترتكز على المشاعر والقناعات الشخصية.

وحسب دراسات في الخصوص فقد تضاعف استخدام مصطلح '' ما بعد الحقيقة '' سنة 2016 بنسبة 2000% مقارنة بسنة 2015 مكتسبا زخما متصاعدا عقب حدثين مهمين وقعا في السنة نفسها وهما انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتصويت البريطانيين لمصلحة الانفصال عن الاتحاد الأوروبي . وقامت  المؤسسة التي تصدر قاموس أكسفورد بآختيار هذا المصطلح ضمن الكلمات الأكثر تأثيرا.

وقد أدى هذا التغير الهيكلي في علاقة الأفراد بالحقيقة إلى تشكل واقع بديل يتسم بالنسبية وانعدام اليقين وتآكل الثوابت وتوري الحقائق خلف كم هائل من الأكاذيب والمعلومات المختلفة والانحيازات الشخصية والجدل غير البناء. 

وفي هذا الصدد، كشفت إحدى الدراسات المتخصصة أن الأخبار الحقيقية تتطلب في المتوسط حوالي ستة أضعاف الذي تستغرقه الأخبار الزائفة لتصل إلى 1500 سنة وهو فارق كبير جدا يقدم صورة عن سرعة الانتشار المذهل للأخبار الزائفة.

بشرى السلامي