سينمائيون يتصدون لقرار وزير الثقافة في عودة الأيام بنظام السنتين
اجتمعت مجموعة من السينمائيين والممثلين والمهتمين بالقطاع السينمائي مساء الثلاثاء 20 ديسمبر بقاعة الريو بالعاصمة للتنديد والتباحث حول قرار وزير الشؤون الثقافية محمد زين العابدين في إلغاء سنوية أيام قرطاج السينمائية والمسرحية والعودة إلى نظام السنتين بالتداول مع انتقالها للجهات سنة عدم تنظيمها بتونس العاصمة وتعويضها بأيام قرطاج للفنون التشكيلية، الكوريغرافية وغيرها.
وحضر الاجتماع مجموعة من المنتجين على غرار نجيب عياد، درة بوشوشة، عماد مرزوق، حبيب عطية وغيرهم بالإضافة إلى عدد من المخرجين مثل مختار العجيمي، فارس نعناع، نجيب بالقاضي، مهدي هميلي، هند بوجمعة... وبالإضافة أيضا إلى ممثلين مثل أنيسة داود، أميرة درويش، سهير بن عمارة، الشاذلي العرفاوي، مريم صياح.
وتباينت الآراء واختلفت وجهات النظر والمقاربات وتلاقت حول الأيام لكن ما جمعهم هو أن سنويتها هي مكسب لا يمكن التفريط فيه. أثناء الجلسة، تم تشخيص المشهد والتعرض إلى جوانب الأيام نقطة بنقطة.
فمن رأي الممثل الشاذلي العرفاوي مثلا أن أيام قرطاج السينمائية هي فرصة المخرجين الشبان الوحيدة لعرض أفلامهم وحافز لتكثيف الجهود في الانتاج وبذلك خلق ديناميكية انتاجية تخلق بدورها تنافسية وترتقي بالمستوى. من جهة أخرى، لا يمكن لهذا المهرجان أن ينافس نظراءه في المنطقة بنسق بطيء كل سنتين مقارنة بالنسق السريع للانتاج.
أما عن الأيام في الجهات، فذلك أمر بديهي وفي تطور طبيعي بالنسبة للشاذلي العرفاوي لأن الأيام انطلقت في لامركزيتها منذ سنوات غير أن المناطق الداخلية تفتقر إلى البنية التحتية وإلى التجهيزات الملائمة لمهرجان في قيمة أيام قرطاج السينمائية. لذلك وجب تأثيثها قبل الدخول في مشاريع قد لا تتحمل الجهة وزرها.
أما في رأي المخرج فارس نعناع، فاتخاذ قرار من هذا النوع لا يمكن أن يكون بصفة فردية دون تشاور مع أهل القطاع لأن ذلك يمسهم بطريقة مباشرة ويهم الشأن التقافي والاقتصادي كذلك لأن في ذلك قوت السينمائيين وانتعاشة اقتصادية تعيشها البلاد في كل دورة.
المخرج مختار العجيمي، من جهته، دعا إلى تكوين لجنة منبثقة من اجتماع السينمائيين لتصوغ الحلول والتوصيات وتناقشها مع وزير الشؤون الثقافية.
أيمن جليلي، مدير الجامعة التونسية للسينمائيين الهواة عبر من جهته عن رفضه لقرار الوزير لأن تنظيم المهرجان كل سنتين هو خطوة إلى الوراء وسط مشهد عربي وإفريقي أو حتى عالمي تخلى عن هذه الفكرة وأن البلاد في حاجة إلى "مهرجان في كل زنقة" على حد تعبيره عوض أن نلغيه سنة بسنة.
أما المنتج نجيب عياد والمدير السابق للأيام، فقد وصف قرار الوزير بالخاطئ، لأن سنوية المهرجان أثبتت انعكاساتها على الدورة السينمائية سواء في تونس أو في البلدان الإفريقية والعربية وكذلك انعكاساتها الاقتصادية والشعبية. ما هو مطلوب الآن هو تغيير البنية التنظيمية للأيام بإدارة ذات رأسين تتكون من مدير تنظيمي ومدير فني بالتعيين وإدارة قارة تعمل بشكل مستمر ومكلفة بالتنسيق والاتصالات وكذلك هيئة مديرة تعمل على الخيارات الكبرى بالتنسيق مع المديرَيْن وذلك يجنب المهرجان فترات الفراغ التي يضيع فيها الوقت هباء على حساب التنظيم بكل روافده. حسب رأي المنتج، كل هذا ممكن شيطة وجود الإرادة السياسية.
وأما درة بوشوشة، المنتجة والمديرة السابقة بررت رفضها للقرار لأنها حاربت طويلا من أجل سنوية المهرجان "لأننا لا يمكن أن نفرض وجودنا أمام مهرجانات كبرى بمعدل دورة كل سنتين. ذلك سيطفئ نور السينما التونسية" على حد قولها.
نوال بيزيد