languageFrançais

'بيبان لمدينة': رحلة رقمية في قلب تونس العتيقة

'بيبان لمدينة': رحلة رقمية في قلب تونس العتيقة

انطلقت فعاليات الدورة الثالثة من تظاهرة "بيبان لمدينة"، التي ينظمها مركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي تحت إشراف وزارة الشؤون الثقافية، خلال شهر رمضان الكريم من 19 إلى 23 مارس 2025، انطلاقًا من الساعة التاسعة مساءً حتى منتصف الليل في أزقة المدينة العتيقة.  

وتقدم التظاهرة تجربة ثقافية رقمية فريدة، حيث تمكن الزوار من استكشاف تاريخ مدينة تونس العتيقة بأساليب تفاعلية حديثة تجمع بين الواقع والخيال. 

وتتيح العروض الرقمية الغامرة فرصة للزائرين للتنقل عبر الأزمنة ورؤية التاريخ ينبض بالحياة من خلال توظيف أحدث تقنيات الرقمنة.  

مسار ثقافي تفاعلي

يمتد المسار التفاعلي عبر محطات بارزة من ساحة القصبة، مرورًا بضريح العلاّمة عبد الله ترجمان، ثم الجندي المجهول، وباب منارة، وساحة القصر، والمعهد الوطني للتراث (دار حسين)، ودار الداي، وصولًا إلى دار محسن، الراشدية، ودار الصفاقسية، ودار الحداد، حيث يتم تقديم سرد رقمي يحيي ذاكرة هذه الأماكن بطريقة حديثة ومبتكرة. 

لقاء بين التراث والابتكار 

إلى جانب العروض التفاعلية، يشهد الحدث تنظيم "سوق الستارتاب"، الذي يتيح لرواد الأعمال وأصحاب المشاريع الناشئة عرض ابتكاراتهم في تثمين الموروث الثقافي من خلال تجارب رقمية حديثة.  

التكنولوجيا في خدمة التراث

وفي تصريح لموزاييك، أكدت سلوى عبد الخالق، المديرة العامة لمركز تونس الدولي للاقتصاد الثقافي الرقمي، أن تواصل "بيبان لمدينة" في دورته الثالثة هو تأكيد على نجاح التظاهرة، خاصة في قدرتها على جذب فئة الشباب، الذين يشكلون جزءًا أساسيًا من الجمهور المستهدف.  

وأوضحت عبد الخالق أن الفكرة الأساسية وراء هذه التظاهرة هي استخدام التكنولوجيا كجسر بين الأجيال، حيث لم يعد الترويج للتراث والثقافة مقتصرًا على الوسائل التقليدية مثل الكتب أو المتاحف، بل أصبح من الضروري الاعتماد على الوسائط الرقمية، العروض التفاعلية، وتقنيات الواقع الافتراضي والمعزز، لجعل التجربة أكثر جاذبية وقريبة من اهتمامات الجيل الجديد.  

وأضافت أن الإقبال الكبير على الحدث من مختلف الفئات العمرية، وخاصة الشباب، يعكس نجاح هذا النهج الرقمي في إعادة تقديم الموروث الثقافي والتاريخي بأسلوب حديث يتماشى مع تطورات العصر. كما اعتبرت أن هذا المشروع يساهم في إعادة إحياء المدينة العتيقة وتعزيز دورها كفضاء ثقافي حي، بدلًا من أن تكون مجرد معلم تاريخي صامت.  

وأشارت عبد الخالق إلى أن التظاهرة لا تهدف فقط إلى الترويج للتراث الثقافي، بل أيضًا إلى دعم الابتكار وريادة الأعمال من خلال فضاء "سوق الستارتاب"، الذي يتيح لعدد من الشركات الناشئة المتخصصة في التقنيات الرقمية تقديم مشاريعها وأفكارها لتطوير السياحة الثقافية في تونس. 

مع استمرار دورته الثالثة، يثبت "بيبان لمدينة" أنه ليس مجرد حدث ثقافي عابر، بل مشروع متكامل يهدف إلى إعادة اكتشاف تاريخ تونس العتيقة بأسلوب متجدد، يجمع بين أصالة الماضي وإمكانات المستقبل، مما يجعله نموذجًا رائدًا في المزج بين الثقافة والتكنولوجيا في تونس والمنطقة.

صلاح الدين كريمي