فيلم 'ماء العين' يثير الجدل ويبرز مواهب جديدة في أيام قرطاج السينمائية
شهد يوم الاثنين 17 ديسمبر 2024 عرض فيلم "ماء العين" ضمن فعاليات أيام قرطاج السينمائية. الفيلم من إخراج مريم جوبار، ويقدم قصة مؤثرة تُسلط الضوء على قضايا التطرف والحب المعقد من خلال حياة عائلة تونسية تعيش في شمال البلاد.
يحكي الفيلم قصة عائشة، أم تونسية تبلغ من العمر 45 عامًا، تعيش في منطقة نائية مع زوجها إبراهيم وابنها الصغير آدم. تعاني العائلة من كرب فقدان الابنين الأكبرين، مهدي وأمين، اللذين انضما إلى تنظيم داعش الإرهابي في سورية. تأخذ الأحداث منعطفًا جديدًا عندما يعود مهدي إلى المنزل برفقة زوجته السورية الحامل ريم، مما يفتح جراحًا قديمة ويُسبب سلسلة من الأحداث الغامضة التي تهزّ القرية.
تصريحات المخرجة وفريق العمل
في تصريح خصّت به إذاعة موزاييك أف أم، أكدت المخرجة مريم جوبار أن فيلمها الجديد لا يُعتبر امتدادًا لأفلامها القصيرة، بل هو رؤية مختلفة لمعالجة قضايا التطرف من زوايا أعمق. وقالت: " أردت تناول قضية أكبر من داعش الإرهابي، وهي مسألة التطرف بشكل عام. ما الذي يدفع الأشخاص لاتخاذ قرارات متطرفة؟ ".
ذكرت جوبار أن الإلهام لفكرة الفيلم جاء خلال زيارتها لمنطقة سجنان عام 2017، عندما التقت صدفة بشابين، مالك وشاكر، أثناء رعيهما للأغنام. أوضحت أنها شعرت بإحساس قوي تجاه مظهرهما وعيونهما، ما دفعها للتوقف والتقاط صورة معهما، إلا أنهما رفضا ذلك. بعد سنة تقريبًا، عادت إليهما واختارتهما لأداء أدوار رئيسية في الفيلم، على الرغم من أنهما لم يمتلكا أي خبرة سابقة في التمثيل.
محمد قريع، أحد أبطال الفيلم، تحدث عن التحديات التي واجهها أثناء تجسيد دوره، مشيرًا إلى أن التمثيل يتطلب مواجهة الذات قبل مواجهة الآخرين. وقال: "الممثل الذي لا يضع نفسه في الخطر لن يصل إلى العمق الحقيقي للشخصية. أثناء التصوير، خضت تجربة خطرة على المستويين النفسي والجسدي".
من جانبه، عبّر مالك، الذي جسد شخصية مهدي، عن امتنانه لهذه التجربة غير المتوقعة، مؤكدًا أن لقاءه بالمخرجة كان صدفة غيّرت حياته. وأضاف أنه اكتشف شغفه بالتمثيل، ويطمح الآن للاستمرار في هذا المجال.
في ختام العرض، أكدت مريم جوبار أن فيلم "ماء العين" لا يقتصر على استعراض التطرف كقضية سياسية أو اجتماعية، بل يعكس حالاته الإنسانية المعقدة التي قد تنبع من الحب أو الصراعات الداخلية. يقدم الفيلم رسالة عميقة تدعو للتأمل في الدوافع الإنسانية وراء القرارات التي تبدو غير مفهومة، مما يجعله إضافة مميزة للسينما التونسية.
غسان عيادي