languageFrançais

'أنقذوا قابس'.. مسرحية 'البخارة' تطلق صيحة فزع على مسرح الحمامات

من مسرح الهواء الطلق بالحمامات، أطلق المخرج صادق الطرابلسي، مساء الأربعاء 24 جويلية 2024، صيحة فزع لإنقاذ مدينة قابس من التلوث البيئي المميت، حيث كان لعشاق الفن الرابع، موعد مع مسرحية "البخارة" من إنتاج قطب المسرح والفنون الركحية بمسرح أوبرا تونس وأداء كل من رمزي عزيز، مريم بن حسن، وعلي بن سعيد، وبليغ مكي، وبلال سلاطنية.

عمل سلّط الضوء على قضية التلوث البيئي الذي حوّل جنة عروس الجنوب إلى جحيم دائم بسبب صرف المجمع الكيميائي الذي يلقى في البحر.

وعلى نسق الإضاءة التي تحتد وتخف والمؤثرات البصرية التي تترجم اختناق أهالي المنطقة، نقل أبطال العمل هموم مواطنين سلبت منهم أبسط حقوقهم في تنفس هواء نظيف واختزلت معاناتهم من أمراض خبيثة جراء التلوث القاتل. 

وقال مخرج العمل الصادق الطرابلسي لموزاييك إنّه "يشعر بالسعادة لتقديم أول عمل مسرحي من إخراجه في مهرجان الحمامات الدولي وبشكل خاص في ستينية تأسيس المسرح العريق".

وأضاف محدثنا: "هذا الفضاء البيئي يخدم المشروع، لأنّه مشروع بيئي بحت، فمسرحية (بخارة) تعالج قضايا بيئية ونحاول من خلالها بناء وعي لدى الجمهور بمخاطر الكارثة البيئية التي تمثل موتا بطيئا وعملية إبادة من نوع آخر"، على حدّ تعبيره. 

وعن تعامله اللوجستي والتقني مع ركح الحمامات، الذي يحمل خصوصية في تصميمه الدائري المكشوف في الهواء الطلق، أكّد صادق الطرابلسي لموزاييك أنّه "أصرّ على حضور جلّ العروض المسرحية في هذه الدورة، من عرض الافتتاح (عطيل وبعد) لحمادي الوهايبي إلى (رقصة سماء) لطاهر عيسى بن العربي، مرورا بـ (البوابة 52) لدليلة المفتاحي" وذلك لمراقبة التفاصيل والاستفادة من تجربة وتعامل زملاءه مع هذا الفضاء المتميز، وفق تعبيره. 

ولدى سؤالنا عن سبب إضافة ترجمة فورية باللغة الإنجليزية بالتزامن مع عرض المسرحية وإن كانت قد شكلت عائقا أمام مساحة الارتجال لدى الممثلين، أكد الصادق الطرابلسي، أن الترجمة تعود إلى تنوع الجنسيات الأجنبية لرواد مهرجان الحمامات، والذين يرغب صناع العمل في وصول الرسالة إليهم. 

ونفى الصادق الطرابلسي في تصريحه لموزاييك، أن تكون الترجمة عائقا أمام الممثلين، كونها تحتم الالتزام بالنص مقابل التقليص في مساحة الارتجال، فقد "شهدت المسرحية فترة طويلة من التحضيرات التي تصل إلى خمسة أشهر متواصلة"، مضيفا أنّ "الممثل لديه الحرية في الأداء والارتجال مع الحفاظ على بناء الشخصية والمشاعر التي نرغب في بثها" .

على صعيد آخر، عبّر المخرج الشاب الصادق الطرابلسي على سعادته وامتنانه بالتعاون مع ممثلين مخضرمين في أول عمل مسرحي من إخراجه، وبشكل خاص الممثل والمسرحي رمزي عزيز الذي آمن بالمشروع. وتابع صادق الطرابلسي: "عملت مع رمزي عزيز كممثل في مسرحية" التائهون" واليوم أتعاون معه كمخرج".

الممثلة مريم بن حسن هي الأخرى، عبّرت في تصريح لموزاييك، عن سعادتها للعودة إلى ركح الحمامات للمرة الثالثة في مسيرتها الفنية مؤكدة " في كل مرة أشعر بإحساس مميز ورونق مختلف على ركح الحمامات وأمام جمهوره المتميز".

ولم تخف الممثلة مريم بن حسن خوفها وتوترها قبل الصعود على ركح الحمامات، لأن "جمهوره مميز وفضاءه مختلف عن بقية المسارح من جهة، ولأن العرض لا يزال في بدايته من جهة أخرى" على حد تعبيرها. 

وأفادت الممثلة مريم بن حسن، صاحبة دور "دلال" في حوار خصت به إذاعة موزاييك أف أم، أن تواجدها في مسرحية "البخارة" كالعنصر النسائي الوحيدة "حملها مسؤولية أكبر من زملائها، كونها تريد إيصال صوت المرأة التونسية والعربية" وفق تصريحها.

مديرة قطب المسرح وفنون الركح جميلة الشيحي، من جهتها أكدت في تصريح لموزاييك على رضاها على العمل الذي آمنت به منذ بدايته.

وأضافت: "فخورة بالمغامرة التي اختار الصادق الطرابلسي خوضها في أول عمل من إخراجه، فقد كان بإمكانه إختيار أي موضوع أكثر سهولة في الطرح والمعالجة، ولكنه اختار موضوعا حساسا وصعبا بالنسبة إلى سنه وتجربته".

واختتمت الفنانة جميلة الشيحي تصريحها موزاييك، بالتأكيد على إيمان قطب المسرح والفنون الركحية بشباب على غرار صادق الطرابلسي معلنة انطلاق الجهة المنتجة في توزيع العرض دوليا حتى تتواجد مسرحية "بخارة" في مختلف المهرجانات العربية والدولية المختصة. 

حبيبة العبيدي