languageFrançais

منى نور الدين: الجيل الجديد كسول.. واعتزال الفن عيب

كان لجمهور مهرجان الحمامات الدولي ليلة الإثنين 22 جويلية 2024، موعدا مع الفنّ الرابع من خلال مسرحية "رقصة سماء" للمخرج الطاهر عيسى بن العربي.

عمل اختلط فيه الواقع بالخيال وامتزج من خلاله الفني وبالإنساني، لنشهد كواليس صناعة الأفلام، ومن خلاله طُرحت العديد من القضايا الإنسانية والنفسية على غرار مرض السرطان والزهايمر والصحة النفسية والصراعات العائلية والانهيار القيمي والأوبئة والحروب والجهويات والأحكام المسبقة والصور النمطية ووضعية الفن والفنانين.

على امتداد ساعتين من الزمن، تراوح النص بين اللهجة العامية واللغة العربية الفصحى في طرح فلسفي وجودي بنفحات صوفية نقلتنا من عالم "هالة" في القرن الحادي والعشرين إلى عالم "شمس الدين التبريزي" في القرن الثالث عشر.

عمل من إنتاج المسرح الوطني التونسي بالشراكة مع المركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بالكاف والمركز الوطني للفنون الدرامية والركحية بزغوان، ومن أداء الفنانة القديرة منى نور الدين وهاجر حمودة وخالد الزيدي ولزهر الفرحاني وعبد الكريم البناني وشيماء الزعزاع وحمزة الورتتاني ومنير الخزري وإيمان المناعي وآمنة المهبولي. 

وبالتزامن مع ستينية تأسيس مسرح الحمامات، تعتلي الممثلة القديرة منى نور الدين ركحه في دور جديد بشخصية "حلومة" في مسرحية رقصة سماء، بعد أن اعتلته أول مرة في افتتاحه سنة 1964 بشخصية "ايميليا" في مسرحية عطيل للمخرج الراحل علي بن عياد. 

وتحدث الممثلة القديرة منى نور الدين في حوار خاص لموزاييك، عن ذكرياتها مع مسرح الحمامات العريق الذي اعتلته للمرة الأولى في سن الرابعة والعشرين، مؤكدة أنّه "لا فارق بالنسبة إليها بين سنتي 1964 و 202 سوى تقدمها في السن" بيد أنّ حبها للمسرح هو ذاته لم يتغير.

وأضافت الممثلة القديرة منى نور الدين: " حتى المسرح كفن لم يتغير رغم تقدم السنوات وتغير العقليات، مقابل تطور فضاء مسرح الحمامات وتغيره على المستوى التقني واللوجستي.

على صعيد آخر، رفضت الممثلة القديرة منى نور الدين اعتبار صعودها على مسرح الحمامات هذا العام "تتويجا لمسيرتها"، بل اعتبرته دليلا على استمراريتها كونها لا تزال في أوج العطاء ومستعدة لتقديم المزيد من الأعمال.

كما عبرت منى نور الدين لموزاييك، عن سعادتها بالتعاون مع مختلف الأجيال، قائلة "لا أعتقد أن الشباب يخافون مني بل هو إحترام متبادل بيننا وأنا أستمتع بالعمل معهم".

وعن مسرحية "رقصة السماء"، أكّدت الممثلة القديرة منى نور الدين أنها مؤمنة بالمشروع قبل إنطلاقة، حيث "بدأت التدريبات وقراءة النص قبل إيجاد أيّ جهة إنتاجية. فأنا عندما أعجب بفكرة المشروع أنخرط فيه دون التفكير في التفاصيل المادية خاصة أن كان فريق العمل موهوب وجدّي ومحب للمسرح"، وفق قولها.

وشددت الممثلة القديرة منى نور الدين على أنّ "جودة العمل أهم من الماديات والظروف الإنتاجية بالنسبة إليها منذ البدايات"، مستحضرة ذكريات مسرحيات "عطيل" و"كاليغولا"، قائلة "حينها علي بن عياد كان يأتي صحبة الفريق إلى منزلي ونقوم بالتدريبات في المطبخ".

وفي ردّها على سبب قلة إنتاج المسرحيات الشعبية وعدم بث المسرحيات التلفزية على غرار "الماريشال عمار"، أكّدت الفنانة منى نور الدين أنّ "الجيل الجديد كسول ويبحث عن الشهرة السريعة عبر الأعمال الدرامية"، مضيفة أنّه "حتى الإقبال على السينما أصبح مقتصرا على أهل الميدان والمهتمين بالشأن الثقافي".

وفي حوارها مع موزاييك، أفادت منى نور الدين بأنها لم تفكر أبدا في الإعتزال، مؤكدة أنّ "طالما الفنان لديه طاقة وصحة للعمل وخاصة استيعاب للشباب.. عيب تبطل الفن".

وعن غيابها عن الدراما التلفزية في آخر سنتين، قالت منى نور الدين في تصريح لموزاييك "الغياب لم يكن اختياري.. لا يوجد أعمال تستعدي ظهوري"، في المقابل "لم أغب تماما عن الساحة الفنية فقد قدمت العديد من الأعمال السينمائية مع مخرجين شبان".

حبيبة العبيدي