'إخفاء صدام حسين': وثائقي.. مخرجه يفك لغز الأيام الغامضة للرئيس الراحل
تمّ يوم أمس الثلاثاء بقاعة الكوليزي عرض فيلم ''إخفاء صدام'' بحضور مخرج العمل الكردي مصطفى هلكوت، ويُعرض الفيلم حاليا في القاعات التونسيّة، وكان لموزاييك الحوار التالي مع مخرج الوثائقي حول كواليس تصوير العمل والصعوبات وتفاصيل الوثائقي.
- نرحب بحضرتك على إذاعة موزاييك أف أم..
- مرحبا، سعيد جدا بطرح فيلمي في القاعات التونسية.
- ما الهدف من طرح الفيلم تزامنا مع عيد الإضحى؟
- بخصوص طرحه تزامنا مع عيد الإضحى، هو قرار من الموزّعين.
- كم استغرقت فكرة إنجاز العمل في عقل مصطفى هلكوت؟ ماذا كان الدافع؟
- الفكرة انطلقت عندما شاهدت صور صدام حسين، وهو يغادر حفرة قضى فيها 235 يوما ولم يستطع عقلي تصديق ما رأيت وهو ما أثار فضولي لمعرفة ما القصة وراء ما شاهدت.
انطلقت من شخصية علاء نامق الرجل الذي أخفى صدام حسين، قرأت اسمه في واشنطن بوست، استغرقت سنتين في البحث عنه ثم 10 سنوات لأتمم الفيلم، فقد وجدته محطم من التعذيب الذي تعرض اليه، نفسيا وجسديا فقد قضى 7 أشهر في أبو غريب وكان بحاجة لبعض الوقت واستغرقت الكثير من الوقت حتى اكسب ثقته.
- كيف اقنعت ''علاء نامق'' وهو الذي رفض الحديث لسنوات عن الموضوع؟
- كنت صبورا جدا، وبلغني أنّ علاء قد تأكّد أنّي كمخرج ابحث عن قصة علاء وهذا ما شجعه على الموافقة.
بالنسبة لي ككردي، كنت أراه دكتاتورا وعلاء كانت له رؤية مغايرة ورغم اختلاف آرائنا حول صدام حسين، اتفقنا على أن نتحدث عن ما دار في الـ 235 يوم من إخفائه.
- أيّ مصادر أخرى اعتمدت؟
- اعتمدت على الأرشيف، ووضعنا اجندا فيها 235 لضبط ما حدث خارج المزرعة ووسط المزرعة التي اخفي فيها صدام وتابعنا ما حدث في الصحف المحلية والعالمية وحتى الجندي الذي قبض على صدام حسين تحدثنا إليه.
- لماذا اخترت عدم الخوض في السياسية؟ هل بدافع الخوف؟
- لا لم أكن خائفا، بل اخترت الخوض في الجانب الإنساني للقصة، التفاصيل موجودة على الانترنت ومتاحة للجميع، وأردت الخوض في كواليس ما حدث خلال 235 يوم من اختفائه.
ولهذا كنت مهتما بـ ''علي نامق''، الشخص الذي اخفى صدام طيلة هذه المدة، وكيف لوكالة الاستخبارات الأمريكية والقوات الأمريكية لم يستطيعو إيجاده طيلة هذه المدة وهذا الجديد الذي اردت التركيز عليه فأنا كمخرج ابحث عن زوايا ومحاور مختلفة وخضت ايضا في قيم العراقيين ومعاملاتهم.
- كيف لمصطفى هلكوت أن يفصل بين الذاتي والموضوعي في الفيلم وهو الذي هرب مع عائلته فترة حكم صدام حسين وكانوا ضدّ حكمه؟
- حاولت أن اتجرد من صفة ''الكردي'' وحافظت على صفة المخرج فقط.
كمخرج، يجب عليك أن تفهم القصة كيف ولماذا، وتبحث عن رؤية جديدة.
القصة اثرت في شخصي وهروبي للنرويج بسبب صدام حسين الغيته في فيلمي وركزت فقط على قصة الاخفاء وحاولت الالتزام بالحرفية والموضوعية والقصة تستحق أن تروى !
- كيف كانت ظروف العمل؟
- كان من الصعب جدا العمل على فيلم إخفاء صدام حسين ولن أعيد الكرّة !
لم أكن أدري أن تكون بهذه الصعوبة، الإشكال كان في كيفية وصولي إلى الرجل الذي أخفاه، ثم لحفظ سلامته، رحلته إلى النرويج.
حاولت إخفاء الموضوع حتى على المنتجين والتقنيين وحتّى مهندسي الصوت كانوا يجهلون موضوع المقابلة.
كان من الصعب جدا إخفاء كلّ هذا !
-الموقف الأصعب؟
- الموقف الذي لا ينسى، لحظة دخول عناصر من تنظيم داعش الإرهابي أماكن التصوير في 2014 وكنت مجبرا على إيقاف التصوير حتّى خروجهم ومغادرتهم الأراضي العراقية في 2018، وعدت في 2019 للتصوير من جديد!
- اخترت السرد المباشر كتقنية، لماذا؟
- قضيت سنتين أبحث عن طريقة لأروي عبرها القصة واخترت أن يكون علاء جالسا في بيته ويروي قصصه
رصدنا كيف ستكون الأحاسيس والمشاعر وسعيد جدا بالطريقة التي روى من خلالها قصته.
الفيلم خالي من قصتي وما عشته ككردي وأردت أن أعطي الصوت لعلي نامق وأن يكون صادقا في ما يرويه.
- كيف اخترتم بطل الفيلم؟
- بحثنا على شخص لا يشبه صدام حسين وأردنا أن يعي المشاهد أنّ البطل هو 'ممثل' فعلا!
وعملنا على إبلاغ قصة علاء، والأرشيف، وما حدث بين صدام وعلي نامق في 235 يوم.
- الفيلم وثائقي أم وثائقي روائي؟
- هو وثائقي، وفيه إعادة تجسيد للأحداث ويرتكز على قصة علاء نامق الرجل الذي أخفى صدام
وثّقنا كلّ شيء، عبر مترجم ومحامي لحفظ مصداقية المعلومات التي تروى.
- خلال رحلتك التوثيقية، من خان صدام حسين حسب روايتك كمخرج ؟
- يجب مشاهدة الفيلم، ليست عندي إجابة، القصة حول علاقة صدام حسين وعلاء نامق، شاهدوا الفيلم ربما سيراودكم إحساس من خان صدام
- ماهي الرسالة التي أردت إبلاغها من خلال الفيلم ؟
- ما دفعني لتجسيد القصة هو أهميتها وكان من الصعب تجسيدها، الجميع أعجب بقصة العمل ولكن كان من الصعب أن نجسد تفاصيلها
عملنا على حلقة الاتّصال وتبليغ المعلومات الصحيحة وخاصة سرية العمل
المقابلة الأولى مع علاء نامق دامت 25 ساعة وكنت حريصا على سلامة معدات التصوير وخاصة مسألة التثبت من هوية الشخص فكنا نجهل حتى ملامح وجهه؛ وقضيت الكثير من الوقت للتثبت من مصداقية ما اروي.
- لو تعطي عنوانا آخر للفيلم !
- "MY FRIEND SADDAM"
* حاورته سامية الحامي