الحقيقة التاريخية.. الحشاشين: هل هم الأساسيون.. الحساسيون أم العسسْ؟
منذ إعلان تصوير مسلسل الحشاشين وبداية عرضه خلال شهر رمضان، تباينت الآراء حول هذا العمل الرمضاني وصحة أحداثه التاريخية ومن أهم الأسئلة التي ما زالت تطرح، ما حقيقة تسمية "الحشاشين"، وما هو الإطار التاريخي الذي يتنزل فيه هذا العالم السري لطائفة حسن الصباح.
الباحث في اللغة العربية والدراسات الإسلامية والباحث الأكاديمي الدكتور ناظر الحمّامي، يؤكد في مداخلة خلال برنامج "شاهية طيبة"، أنّ الحشاشين هي طائفة مثلها مثل أيّ طائفة أو فرقة تكون في الأصل منشقة وسرية خارجة سياسيا ودينيا عن المركز، مشيرا إلى أنّ فرقة الحشاشين كانت في الأصل من الشيعة الإسماعيلية الباطينية والذين مروا تاريخيا بتونس خلال فترة حكم الدولة الفاطمية.
وتختلف هذه الطائفة عن الشيعة المتواجدة حاليا في الإيران والتي تقوم عادة على سبعة أئمة، مشيرا إلى أنّ حسن الصباح المؤسس لهذه الفرقة قام في أواخر القرن 11 ببناء إمامة أخرى لنزار المصطفى لدين الله أين تم توارث الإمامة الإسماعيلية النزارية الباطينية.
هذه الفرقة حسب الدكتور نادر الحمّامي، لم يطلق عليها إسم الحشاشين منذ بداية تأسيسها بل إنها محرفة جزئيا عن التسمية المتعارف عليها الآن عن طريق الخليفة الأمر بأحكام الله بعد أن بعث برسالة في القرن 12 لأهل الشام وأطلق عليها إسم الحشاشية.
والحمامي يؤكد أنّه لا يوجد إلى حد الآن ما يفسر تسمية الحشاشين رغم أن المؤرخين الفرس لم يستعملوا هذه الكلمة بل كانوا يستخدمون تسمية "الباطينية" و"الملاحدة"، مضيفا أنّ الفرنسيين يطلقون عليهم صفة les assassins خاصة في فترة الحروب الصليبية التي قامت فيها فرقة الحشاشين بالعديد من الاغتيالات في محاولة منهم للانشقاق عن الخلافة الإسماعيلية.
ومن أشهر الاغتيالات التى قامت بها الفرقة إغتيال الوزير السلجوقي عن نظام الملك واغتيال الخلفاء المسترشد والراشد كما حاول الحشاشين لمرتين متتاليتين إغتيال صلاح الدين الأيوبي.
ومن بين التسميات التى أطلقت على الحشاشين "الحساسيون" نسبة لحسن الصباح و"أساسيون" بإعتبارهم مؤسسين لطائفة جديدة وقلعة جديدة وهي "قلعة ألموت" و"العساسين" أي من العسس وغالبا ما تكون هذه الطوائف سرية جدا لهذا يكون تاريخها مخفيا نوعا ما مما يؤكد الإختلافات التاريخية والتسميات.
أميمة علية