أمام شبابيك مغلقة.. صابر الرباعي يختتم مهرجان القصرين الدولي
أمام شبابيك مغلقة، وبحضور زيّن مدارج المسرح الأثري السليوم ساعات طويلة قبل العرض، اختتم الفنان صابر الرباعي مهرجان القصرين الدولي، في سهرة تواصلت قرابة الثلاث ساعات، سبقها احتفاء بالمرأة التونسية في يوم عيدها.
صابر وفيّ لنفسه
في تصريحه لموزاييك، قال صابر الرباعي إنّه يعرف جمهور القصرين ومسرحه المهم، رافضا أن يدخل في مقارنة مع فنانين آخرين في تونس والعالم العربي، أو أن يسبح في لغط التصريحات إجابة عن بعض الانتقادات التي رافقته مؤخرا مكتفيا بقول عبارة واحدة: "لكلّ شخص ألحق في كتابة ما يراه صالحا".
وكشف الرباعي أنّ أعمال جديدة أخرى ستصدر له قريبا.
أمّا في الحفلة، فقد راوح صابر بين قديمه والقليل من جديده، وسط تفاعلات جماهيره التي تجاوبت خصوصا مع تكريمه للراحل قاسم كافي بما أطلق جناح الرقص مع فلكلور قديم جدده الرباعي بمزجه في "كوكتال" تونسي يحاكي في قيمته ما غناه الرباعي للهادي الجويني وعلي الرياحي وغيرهما، في الحفلة، وقبلها بسنوات.
ومقارنة بمغنين آخرين، كان عرض الرباعي أكثر دسامة وامتدادا واحتراما للجمهور، بتواصله إلى ما يقارب الساعة الواحدة ليلا، في الوقت الذي لا تتجاوز فيه السهرة الساعة الواحدة لدى عدد من المغنين.
دورة استثنائية
من جانبه، أشار مدير المهرجان الدولي بالقصرين حسام هلالي إلى أنّ هذه الدورة هي استثنائية بجميع المقاييس، وهو ما دعّمه حفل الاختتام الذي كان ناجحا على جميع المقاييس، وفق تقديره.
وكانت جلّ العروض لهذه الدورة من المهرجان قد شهدت إقبالا جماهيريا واسعا، تجاوز في مرات عديدة طاقة استيعاب المسرح الروماني، ما دفع عدد من الناشطين إلى المطالبة بتوسعته.
فسحة فرح خاطف
رغم تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية، وغياب المنجز التنموي عن الجهة منذ عقود، شهدت عروض المهرجان الدولي بالقصرين إقبالا جماهيريا لافتاً، على مضي الأيام السابقة، ليكون واجهة ثقافية-ترفيهية لواقع لا يزال يبحث عن العدالة الاجتماعية والكرامة والشغل، ليعيش الناس على وقع فرح كان خاطفاً، بين ما تبقى من آثار "فلافيوس" و"الفلافيين" في العروض الفنية، في انتظار تأبيده، على أرض الواقع، ثقافيّاً واجتماعيّاً واقتصاديّاً.
برهان اليحياوي