languageFrançais

الأصالة والتجديد يُعانقان ركح مهرجان الحمامات مع سيمالي ونضال اليحياوي

كان لجمهور مهرجان الحمامات في دورته الـ 57، ليلة البارحة 29 جويلية 2023، موعدا مع حفل جمع دولتيْن من المغرب العربي، وهما نورة منت سيمالي من موريتانيا، ونضال اليحياوي من تونس. 

وأمام جمهور غفير، استهلت الفنانة الموريتانية السهرة مصحوبة بفرقتها الموسيقية وآلتها الموسيقية المسماة "آردين"، وهي آلة عزف وترية موريتانية تستخدمها المرأة فقط حسب التقاليد الموريتانية. 

برعت نورة في المزج بين الموسيقى الصحراوية الحسانية وموسيقى الروك وقد بدأت الغناء منذ سنّ الـ 13 سنة مع زوجة أبيها الفنانة ديمي منت أبا. 

وتغني نورة الآن رفقة زوجها وتقوم فرقتها بجولات حول العالم للتعريف بالموسيقى الموريتانية. 

خلال الحفل، قدّمت نورة مجموعة من الأغاني التي تعانق الثقافة الموريتانية منها غلانا، غزلان، محمدٌ، ريشة، وغيرها. وكان الانسجام والتناغم فيها واضحا. وقد أبدى الجمهور التونسي إعجابه بها، حيث رقص وتفاعل معها طوال مدّة العرض.

كما قامت الفنانة بخلق أجواء حماسية ورقصت على إيقاعات بعض أغانيها، وأشركت الجمهور في تأدية وتلحين بعض أغانيها الأخرى. 

وفي تصريحها لموزاييك، عبّرت نورة عن إعجابها بالجمهور التونسي وسعادتها بتفاعله معها ورغبتها الشديدة في القيام بعروض أخرى في تونس في المستقبل.

وتحدّثت الفنانة عن مسيرتها وأهمية علاقتها بعائلتها إذ هي التي بعثت فيها حب الموسيقى والفن. كما أضافت أنّ حلمها منذ البداية هو تمثيل الثقافة الموريتانية في عدّة دول من مختلف أنحاء العالم وإلباس الموسيقى التقليدية ثوب جديد وعصري. 

وتطرّقت نورة إلى الصعوبات التي واجهتها والنقد الذي واجهته من مجتمعها الذي لم يقبل موسيقاها في البداية وتجديدها للموسيقى التراثية الموريتانية ودمجها لآلات عصرية في الأغاني إذ اعتبروه انتهاكا للموروث الثقافي، ولكن إيمانها بأهمية التجديد لإيصال الأغنية الموريتانية حوّل ناقديها إلى معجبين بها وبفنها في النهاية. 

أمّا الجزء الثاني من العرض  كان من نصيب "مسرب الهطايا" لنضال اليحياوي. وعلى وقع الطبول اعتلى نضال ركح مسرح مهرجان الحمامات رفقة موسيقيين مصاحبين له ليرحل بجمهوره إلى ولايات مختلفة بالبلاد.

"مسرب الهطايا" هو مشروع فني يقتفي فيه نضال أثر العمال الموسميين ويلتقط قصص الحب والفراق والمقاومة والنسيان ليمرّرها إلى الجمهور عبر الموسيقى. 

اعتمد نضال في مشروعه على مزج بين أنماط موسيقية مختلفة منها المزود، الڤصبة، والروك،  شُكّلت عبر آلات موسيقية حديثة وتقليدية حملتها الفرقة من جيتار الكتريك، ناي، طبل وغيرها.. 

كما قدّم نضال لقرابة الساعة أغان ردّدها معه الجمهور واستمتع بها منها "سوڤ وربص"، "هوايا"، "ساڤ ساڤ"، "داورو الأعراس" و"هزّ عيونك".. وكلّها بتوزيع جديد معاصر. 

وتحدّث نضال لموزاييك، عن "مسرب الهطايا" والحكاية التي عاشها والمراحل التي مرّ بها عند عمله على هذا المشروع من التنقل إلى عدّة مناطق بالبلاد إلى تجميع القصص وحكايات الأجداد لتحويلها في الأخير إلى سرد موسيقي. 

وعن اختياره لتجديد وإعادة توزيع الأغاني بطريقة مختلفة، بين نضال أنّه حافظ على نفس الكلمات والألحان لتبقى الأصالة موجودة في الأغاني ولكن غيّر الإيقاع والتوزيع لتكون الأعمال مواكبة لعصرنا الآن في نفس الوقت. 

هديل الهمّامي