أيام قرطاج السينمائية توقد شمعتها ال33 بحضور صناع السينما من 72 بلدا
أضاءت أيام قرطاج السينمائية شمعتها الثالثة والثلاثين مساء اليوم السبت بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي، وسط إجراءات أمنية وتنظيمة محكمة.
واستقبلت الدورة ضيوفها على السجاد الأحمر الذي زيّن المدخل الرئيسي لمدينة الثقافة مرورا بالبهو الرئيسي وصولا إلى مسرح الأوبرا حيث أقيم حفل الافتتاح بحضور وزيرة الشؤون الثقافية حياة قطاط القرمازي وعدد من سفراء بلدان شقيقة وصديقة ونجوم الفن السابع من تونس ومن العالم العربي وافريقيا.
وأعطت وزيرة الشؤون الثقافية إشارة افتتاح الدورة الثالثة والثلاثين من هذه التظاهرة العريقة التي أسسها السينمائي الراحل الطاهر شريعة مع رفيق دربه السينغالي عصمان صمبان سنة 1966.
وتحدثت الوزيرة عن عودة المهرجانات والتظاهرات في تونس بعد جائحة كورونا، لتفتح حدود الدول أمام المبدعين والفنانين للتلاقي وتبادل الخبرات وإشاعة الجمال وحب الحياة، مضيفة: "هو ما تسعى إلى إنجازه أيام قرطاج السينمائية أعرق مهرجانات القارة الإفريقية التي اتخذت شعارا لها، "حل ثنية"، لفتح المعابر وإزالة الحدود والانطلاق نحو الآفاق الرحبة للتبادل والتلاقي من أجل الإبداع الخلاق والخيال السينمائي المجنح في آفاق الفكر والفنون الشاسعة والرحبة".
ورحبت الوزيرة في كلمتها بحلول المملكة العربية السعودية ضيف شرف لهذه الدورة حيث سيتم تقديم سبعة أفلام تعبر عن التجربة السينمائية لهذه الدولة الشقيقة مواصلة للنهج الذي سلكته أيام قرطاج السينمائية في دعم السينما والاحتفاء بها.
وثمّنت أيضا توجه الهيئة المديرة للمهرجان المتمثل في تخصيص فقرتين، تتصل الأولى بالسينما الفلسطينية والأفلام العربية التي تناولت القضية الفلسطينية أما الثانية فتحتفي بالسينما الاسبانية من خلال مخرجات رائدات ومخرجات واعدات. وقالت "إن أهمية هاتين الفقرتين تأتي من التزام السينمائيين بالقضية الفلسطينية ومواصلة دعمها وكذلك احتفاظ أيام قرطاج السينمائية ببعدها المتوسطي وبأحلامنا وهواجسنا المشتركة التي يجمعها حوض البحر الأبيض المتوسط الجامع بين الحضارات البشرية على اختلافها".
وتولت الوزيرة بالمناسبة تكريم أحمد الراشدي المستشار الثقافي لدى رئيس الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية عبد المجيد تبون، إلى جانب تكريم الممثلة المصرية هالة صدقي وكذلك الناقد السينمائي والصحفي من أصل تونسي "سارج توبيانا فرانكو".
من جانبها ألقت المديرة العامة لأيام قرطاج السينمائية سنيا الشامخي كلمة أعلنت من خلالها عن حضور 72 بلدا من ضمنها 17 بلدا عربيا و23 بلدا أفريقيا. كما تحدثت عن بعث قسم جديد يُعنى بالأطفال هو "أيام قرطاج السينمائية للأطفال" وكذلك إحداث النسخة الأولى من "قرطاج أسبوع النقاد" وهو مخصّص للأعمال الروائية الأولى والثانية.
وتحافظ أيام قرطاج السينمائية على مختلف أقسامها الأخرى على غرار "سينما الشارع" حيث سيتم عرض 16 فيلما في رحاب شارع الحبيب بورقيبة بالعاصمة. وسيخصص برنامج هذه الدورة لعرض أفلام عن عمالقة كرة القدم في إطار الاحتفال بكأس العالم لكرة القدم قطر 2022. كما ستزور هذه الدورة السجون للمرة الثامنة على التوالي حيث سيتم عرض سبعة أفلام، إلى جانب تخصيص عروض في الثكنات العسكرية.
// السعودية ضيف شرف
وتحتفي الدورة الثالثة والثلاثون للمهرجان بالسينما الفلسطينية والإسبانية وذلك ضمن قسم "سينما تحت المجهر. كما تحل المملكة العربية السعودية ضيف شرف الدورة، إذ سيتم عرض ومناقشة سبعة أفلام بقاعة سينما أفريكا، إلى جانب تنظيم ندوة فكرية حول "دور الجمعيات غير الربحية في المجال السينمائي السعودي"، فضلا عن حضور 40 ضيفا سعوديا بين مخرجين ومنتجين ونقاد.
// 44 فيلما في المسابقة الرسمية
وتمّ خلال حفل الافتتاح تقديم مختلف الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية، إذ سيتسابق على جوائز هذه الدورة 44 فيلما في مختلف أقسام المسابقة الرسمية وهي "الأفلام الروائية الطويلة" (12 فيلما) و"الأفلام الوثائقية الطويلة" (12 فيلما) و"الأفلام الروائية القصيرة" (12 فيلما) و"الأفلام الوثائقية القصيرة" (ثمانية أفلام). وستكون السينما التونسية ممثلة في مختلف أقسام المسابقة بثمانية أفلام، أي بمعدل فيلميْن في كل قسم.
وستحتكم الأفلام المتسابقة على الفوز بجوائز الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة، إلى لجنة متكونة من المخرج المغربي محمد عبد الرحمان تازي (رئيس) وبشرى رزة (مصر) وأبولين تراوري (بوركينا فاسو) وسيليا ريكو كلافلينو (اسبانيا) ومي المصري (فلسطين) وعبد اللطيف بن عمار (تونس) وسالم إبراهيم (الجزائر). بينما ستحتكم الأفلام الوثائقية الطويلة والقصيرة إلى لجنة ترأسها "ماري كلامونس أندري مونتابايس" (مدغشقر) ومتكونة من الأعضاء "كلار دياو" (بوركينا فاسو) ونادية الفاني (تونس) وسعاد لبيز (الجزائر).
// فيلم مغربي في الافتتاح
وافتتحت هذه الدورة بتقديم العرض العالمي الأول، خارج المغرب، للفيلم الروائي الوثائقي "فاطمة السلطانة التي لا تُنسى" للمخرج محمد عبد الرحمان تازي. ويتطرق الفيلم إلى مسار الكاتبة وعالمة الاجتماع المغربية فاطمة المرنيسي، ويتحدث عن كتاباتها المختصة في الإسلام والمرأة وتحليل تطور الفكر الإسلامي، إضافة إلى إبراز كفاحها في إطار المجتمع المدني من أجل المساواة والدفاع عن حقوق النساء.