الجرندي يدعو إلى إحداث آليات مستجدّة لتطوير منظومة العمل العربي
ترأس عثمان الجرندي، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، الوفد التونسي المشارك في اجتماعات الدورة 156 لمجلس جامعة الدول العربية المنعقد هذا اليوم 9 سبتمبر 2021 بالقاهرة بحضور وزراء خارجية الدول العربية ومشاركة يان كوبيش المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا.
وفي كلمته دعا الجرندي الدول العربية إلى إحداث آليات مستجدة ومبتكرة لتطوير منظومة العمل العربي بشكل يتماشى والثورة الرقمية الكبرى التي يشهدها العالم وبما يشجع الشعوب العربية ولا سيما الفئات الشبابية منها على الانخراط أكثر في مسار عملية التطوير وفي المشاركة الفاعلة في الشأن العام.
وأكد في هذا الإطار على ضرورة ترتيب البيت العربي والتركيز على القواسم المشتركة التي تجمع الدول العربية وتمنحها القدرة على التعامل مع قضاياها الجوهرية ضمن رؤى وأهداف واحدة وموحدة تمكنها من الإسهام بشكل فاعل في بلورة المواقف الدولية ذات الصلة باهتماماتها.
وبين الوزير أن تونس لم تتوان عن حشد الدعم الدولي لمناصرة قضايا أمّتنا العربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية على جميع المستويات وفي جميع المحافل الإقليمية والدولية ولا سيما خلال عضويتها بمجلس الأمن الدولي لسنتي 2020-2021.
وأكد في ذات السياق أن الحاجة اليوم ملحة لتعزيز التعاون بين الفضاءين العربي والإفريقي على جميع المستويات ودعم سنة التواصل والتشاور والتنسيق المستمر بشأن مختلف القضايا والمسائل الإقليمية والدولية.
كما أبرز أن الدورة 18 لقمة الفرنكوفونية التي ستحتضنها تونس بجزيرة جربة، يومي 20 و21 نوفمبر 2021، تشكل محطة هامة لتعزيز العلاقات العربية بمختلف الفضاءات والتجمعات الإقليمية والدولية تكريسا للقيم الكونية المشتركة للتعايش والتسامح والقبول بالآخر.
وحول الوضع في ليبيا، أعرب الجرندي عن ارتياح تونس لما أسفر عنه اجتماع دول جوار ليبيا المنعقد مؤخرا بالجزائر الشقيقة مشددا على الدور المحوري للمجموعة العربية لمواصلة تقديم كافة أشكال الدعم والمساندة للسلطات الليبية ولما يرتئيه الأشقاء من خيارات تعيد لليبيا عافيتها وتساعدها على استرجاع مكانتها كقوة إقليمية وازنة بعيدا عن أي تدخل في الشأن الداخلي الليبي الذي يجب أن يرسم وفق مرجعيات ليبية.
وجدد الجرندي، في الختام امتنان رئيس الجمهورية قيس سعيد والشعب التونسي من المدّ التضامني من مختلف الدول العربيةف ي معاضدة الجهود الوطنية لمواجهة تداعيات وباء كوفيد -19.
وأعرب عن تقدير بلادنا لدعم الأشقاء لها في هذه المرحلة، مؤكدا أن قرارات الرئيس جاءت لتصحيح المسار الديمقراطي وأن تونس ملتزمة بالمضي قدما في ترسيخ دعائم دولة القانون والمؤسسات، ضمن نظام ديمقراطي سليم ضامن للحقوق والحريات وعلى أساس مبادئ الحكم الرشيد حيث يكون فيه العدل أساس العمران ويكون فيه المجتمع قائما على سيادة القانون والمساواة بين المواطنين.
وأجرى الوزير، على هامش الاجتماع، لقاءات وجلسات مشاورات مع نظرائه من الكويت، الرئيس الحالي للمجلس الوزاريّ، والجزائر وموريتانيا ومصر والسعودية وفلسطين ولبنان، تناولت بالأساس أبرز القضايا المطروحة على الدورة، إضافة إلى الارتقاء بعلاقات التشاور والتنسيق في أفق الاستحقاقات المقبلة.
كما كان له لقاء مع أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، تناول سبل تفعيل الدور العربي بشأن أبرز قضايا المنطقة، في أفق تدارسها، بنيويورك، خلال الدورة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة.