بلحسن الطرابلسي: الرحلة نحو السقوط
بلحسن الطرابلسي صهر الرئيس المخلوع، المختفي منذ 2016 يعود للظهور مجددا في فرنسا التي من المرجّح أنّ يكون قد وصلها بوثائق هوية مزوّرة، بعد إعلان الشرطة الفرنسية في مرسيليا عن ايقافه تحفظيا بتهمة تكوين وفاق بهدف تبييض وغسل أموال.
وقد أعلنت وزارة العدل أنّها قامت بمراسلة وزارة الشؤون الخارجية لمطالبتها بإبلاغ السلطات الفرنسية برغبة تسلّم بلحسن الطرابلسي أحد أهمّ المطلوبين من العدالة في تونس.
ولم تتضّح بعد أي تفاصيل حول كيفية وصوله إلى فرنسا منذ اختفاءه عن الأنظار في ماي 2016 بينما كانت السلطات الكندية تستعد إلى ترحيله.
ويعدّ بلحسن الطرابلسي من بين أبرز أفراد عائلة زوجة الرئيس المخلوع، العائلة التي كانت أحد أسباب ثورة الشعب التونسي ضدّ نظام بن علي، الذي أتاح لها الفرصة للسيطرة على قطاعات واسعة من الإقتصاد التونسي ومقدرات الشعب بالمحاباة والفساد الإداري والمالي. وهو بالنسبة للعديد من التونسيين أحد أهم وجوه الفساد في البلاد.
بلحسن الطرابلسي ملاحق قضائيا في تونس وصدرت ضدّه عدّة أحكام بالسجن، وهو محلّ 17 منشور تفتيش محليا بالإضافة إلى 43 بطاقة جلب دولية.
في الرابع عشر من جانفي 2011 فرّ الطرابلسي رفقة زوجته وأبنائه من البلاد على متن يخته متّجها نحو إيطاليا قبل أن يتحوّل إلى الكندا.
وفي سنة 2012 بعد فقدانه حقّ الإقامة الدائمة في الكندا طلب اللجوء السياسي، مدّعيا أنّ إعادته إلى تونس تشّكل خطرا على حياته. ولكن السلطات الكندية رفضت طلبه، وبينما كان يجري الإستعداد لترحيله توارى بلحسن الطرابلسي عن الأنظار في ماي 2016 بشكل مفاجئ وفي ظروف غامضة. وأعلنت السلطات القضائية هناك أنّه لا أثر له.
بعد أشهر من ذلك وتحديدا في جانفي 2017 أثار الطرابلسي جدلا في تونس بسبب ظهور إعلامي في برنامج تلفزي على قناة التاسعة. طبعا لم يكشف عن مكان تواجده لكن تصريحاته أثارت موجة من الإستنكار والإستهجان خصوصا أنّه بدا في تصريحاته أقرب إلى تبرير أفعاله منه إلى الإعتراف بإذنابه في حقّ بلاده.
بعد ذلك انقطعت أخباره قبل أن يتمّ الإعلان مؤخّرا عن إيقافه في مرسيليا.
لا يُعرف لبلحسن الطرابلسي أي ماض في مجال الأعمال لكن علاقة المصاهرة التي تجمعه بالرئيس المخلوع والنفوذ غير الخفي لشقيقته فتحا أمامه أبواب إستغلال السلطة السياسية على مصراعيها في ظلّ وجود أرضية خصبة للفساد ومكّنه ذلك من تحقيق ثروة هائلة بإستثمارات وحصص في شركات تنشط في عديد المجالات.
في مذكرة للسفارة الأمريكية بتونس كشفت عنها تسريبات ويكيليكس وُصف بلحسن الطرابلسي بأنّه شخص شبه مافيوزي ( quasi mafieux). وتقول المذكّرة ذاتها بأنّه عرف عنه تورّطه في فساد واسع النطاق واستيلائه على أملاك والحصول على رشاوي والإتجار في الآثار.
صدرت في حق بلحسن الطرابلسي عدّة أحكام قضائية (غيابيا) كما تمّت مصادرة أملاكه وأمواله في تونس.
ويرى ملاحظون أنّ الإستجابة لطلب تونس من السلطات الفرنسية تسليمها بلحسن الطرابلسي لتنفيذ أحكام قضائية قد تعترضها بعض التعقيدات وأنّ امكانية تسليمه تحتاج إلى بعض الوقت.
شكري اللجمي