جمعية دعم المبادرات في الفلاحة: نساء ريفيات حُرمن من ملكية الأراضي
أكدت رئيسة جمعية دعم المبادرات في القطاع الفلاحي سلوى كنو السبيعي أن الهدف الأساسي لعمل الجمعية هو دعم وصول النساء إلى ملكية الأراضي، معتبرة أن حرمانهمن من ذلك يصنف كشكل من أشكال العنف الاقتصادي.
وقالت كنو في تصريح لموزاييك على هامش ندوة صحفية حول ''دعم الحقوق الاقتصادية للنساء في الوسط الريفي '' أن الجمعية انطلقت في العمل على احد توصيات الدراسة التي قامت بها منذ سنة 2020 تحت عنوان "من اجل ضمان حق النساء في الوصول الى الارث في الوسط الريفي" وهي اعتماد "الوساطة" لتمكين النساء من الحصول الأرض وعلى إرثهن دون اللجوء الى القضاء.
وأكدت الدراسة على '' التشجيع على إستعمال الوساطة، على أن يتولاها كل من يؤمن بحقوق النساء في الإرث رجالا كانوا أو نساء، حفاظا على العلاقات العائلية، وسرعة إيصال الحقوق إلى أصحابها، وتفاديا لطول إجراءات التقاضي. "
وفي هذا الإطار، قامت الجمعية بتوفير دورات تكوينة لنحو 30 امراة في "الوساطة" من أجل مساعدة النساء للوصول إلى ارثهن أو إلى ملكية الأرض دون اللجوء للتقاضي.
وأشرفت الوسيطات منذ انطلاقة سنة 2024 والى غاية الان، على 12 ورشة عمل استهدفت الواحدة بين ال 15 و25 امرأة معنية بمسألة ملكية المرأة للأرض بهدف تغيير العقلية وجعل النساء مالكات للأراضي ودفعهن نحو الاستثمار في القطاع الفلاحي وإنجاح تجربة أو أكثر في مناطق التدخل بما يجعل منها عنصر إشعاع في منطقتها يحفز النساء على مجاراتها.
كما مكنت الورشات التي تم تنظيمها من إبراز حجم معاناة النساء من الخصاصة والفقر جراء حرمانهن من الولوج للإرث والأرض..
وشملت هذه الورشات مناطق سيدي بوزيد قفصة وقبلي والقصرين ولاية سوسة والقيروان وبنزرت ونابل وباجة.. وكانت بذلك فرصة لتبادل التجارب الناجحة بين النساء ولتحفيزهن على المطالبة بالأرض والوصول إلى إرثهن والانتفاع بالمنح والقروض التي تمكنهن من الاستثمار في القطاع الفلاحي وتمكنهن من تحسين وضعهن المادي ووضع عائلتها المصغرة وحتى الواسعة.
وتجدر الإشارة إلى أن الدراسة التي تم إعدادها في ديسمبر 2020 تحت عنوان "من أجل ضمان حق النساء في الوصول الى الارث في الوسط الريفي" تضمنت تقديرات مسح المستغلات الفلاحية لسنة 2017 وبينت أن النساء تمثلن 5% فقط من مجموع رؤساء المستغلات الفلاحية وأن النساء الفلاحات تملكن أقل من 8% من جملة الأراضي الفلاحية، والامر عميق الصلة بمسألة الميراث، فنسبة النساء المقصيات تماما من الإرث في الأراضي الفلاحية أو المتنازلات عن منابتهن لفائدة الورثة الذكور تمثل نسبة 58%. وعلى الرغم من اشتغال النساء في الممتلكات العائلية، وممارستهن للنشاط الفلاحي وعملهن كأجيرات أو كُمعينات، ومساهمتهن بصفة أساسية في تحقيق الأمن الغذائي، وتوفير الغذاء على المستوى الأسري والوطني، فإن نحو 22 % من النساء الريفيات يواجهن الجوع وسوء التغذية.
بشرى السلامي