سليم اللغماني: أربعة أسباب تفسّر تجدد القطيعة بين التونسي والدولة
اعتبر أستاذ القانون الدستوري سليم اللغماني أنّ التونسي عاد إلى نظرته السابقة إلى الدولة كسلطة عليه وكـ "شوكة'' بعد وجود نوع من التصالح بينهما عقب الثورة، وقد تمثّل التمظهر الأساسي لهذا التصالح في اهتمام المواطن بالسياسة وأسئلته التي تمحورت حول ذلك.
وخلال حضوره في برنامج "جاوب حمزة" الأحد 28 ماي 2023، قال اللغماني إنّ مواطنة التونسي معطوبة لأنّه لا يحس بهذه المواطنة نظرا لأنّ الدولة التونسية بعد الاستقلال لم تقطع مع دولة ما قبل الاستقلال (عهد البايات) في نقطة تتمثّل في الفصل بين الدولة والمجتمع، أي أنّ المواطن لا ينظر للدولة إلا كسلطة وكشوكة ولا ينظر إليها على أنّها في خدمة الصالح العام.
وبعد الثورة يرى اللغماني أنّ التصالح الذي حدث بين المواطن والدولة تلاشى وحدث نوع من التأخر ونفور التونسي من السياسة لأربعة أسباب، أوّلها أن الصورة التي تكونت لديه من السياسة والسياسيين من 2017/2018 إلى اليوم أو إلى حدود 25 جويلية 2021 كانت صورة منفّرة، حيث لا يحس نفسه معنيا بالصراعات التي طبعت هذه الفترة.
أمّا السبب الثاني، وفق اللغماني، فظهر مع 25 جويلية 2021 بأخذ السياسة أخذت منحى قضائيا، كان فيه للمرسوم 54 دور أساسي ولكنه لم يكن الوحيد.
وثالث الأسباب يتعلّق بتداعيات أزمة كوفيد ثم الحرب الروسية الأوكرانية على الإقتصاد الذي كان متأزما بطبعه، واصبحت المعيشة هي الشغل الشاغل للتونسي وانقطع اهتمامه بالسياسي لأنّ الدولة لم تعد قادرة على شيء وتخلي الدولة عن الدور الإجتماعي وتحسين قدرة الإنسان على العيش، رغم أنّ تخلي الدولة عن هذا الدور يعود إلى ما قبل الثورة.
وفي ما يتعلّق بالسبب الرابع فهو يتعلّق بنظرة الدولة للمواطن كرعية وهو ينظر إليها كسلطة وشوكة لا تعطيه أيّ شيء وهذا الأمر تعمّق بسبب الأزمة.
فالمواطن لا يستبطن الدولة كأنّها ملكه لغياب تجذّر الديمقراطية في أوطاننا (العربية) بل يتمثّل الدولة كسلطة وهو خاضع لها وملكيته تقف في حدود منزله.