وردت في تصريح رئيس الجمهورية.. ما قصّة ''سام وحام'' ؟
خلال لقائه أمس برئيسة الحكومة نجلاء بودن رمضان ووزيرة العدل ليلى جفال، وزير الدفاع الوطني عماد ممّيش، وزير الداخلية كمال الفقي، وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج نبيل عمّار، استغرب رئيس الجمهورية قيس سعيد من المواقف التي وردت فيها اتهامات لتونس بمعاداة السامية حسب قوله.
وأضاف سعيّد ''من الغريب أننا في القرن الحادي والعشرين ما يزال البعض يتحدث على سام وحام إلا إذا كان هؤلاء يريدون الإبقاء على بذور التفرقة والاستفادة من هذا الخطاب''.
فما هي قصة سام وحام؟ وماذا أريد بتوظيفها في خطاب رئيس الجمهورية؟ تساؤلات حاول بعض الباحثين الإجابة عنها.
ففي تفسيره لذلك ذكر الباحث في الإناسة الدينية والسياسية محمد حاج سالم أن قصة حام وسام هي أسطورة توراتية حيث رزق نوح ب3 أبناء هم حام وسام ويافث وهم الأصل الثاني للبشرية بعد الطوفان .
ويشير سام إلى الساميين اي العرب واليهود والأقوام التي كانت تعيش في منطقة الجزيرة العربية والهلال الخصيب وصولا إلى شمال إفريقيا ويشير حام إلى الحاميين أي السكان الأفارقة أصحاب البشرة السوداء وذلك بعد إصابتهم بلعنة من نوح، أما يافث فيشير إلى الجنس الأبيض في أوروبا .
واعتبر الحاج سالم أن اعتماد هذه الأسطورة وتوظيفها ايديولوجيا خلال القرون السابقة كان بهدف تقسيم البشرية إلى ثلاث أجناس كبرى وهو أمر خاطئ بسبب الاختلاط الذي بينته الدراسات الجينية والتي تفضي إلى أنه لا وجود لجنس ''نقي'' وبالتالي لا يجب تقييد اليهود بجنس معين لأن اليهودية دين وليست جنسا وكذلك الشأن بالنسبة للعرب وللمسلمين.
من جهته بين أستاذ الحضارة بالجامعة التونسية الدكتور علي المخلبي أن ما ورد في خطاب رئيس الجمهورية قيس سعيد بخصوص من يريد توظيف التقابل بين الأخوين حام وسام في الصراع المعاصر هو نوع من التنبيه لما ورد في قصة سيدنا نوح في العهد القديم.
وقال المخلبي حسب ما ورد في التوراة أنه بعد الطوفان واستقرار السفينة حصل خلاف بين أبناء نوح حول رؤية عورة والدهم، حيث اختار كل منسام ويافث ستر عورة أبيهم دون النظر إليه في حين استهزأ حام بواله مما تسبب له في لعنة.
والمقصود من هذه القصة في خطاب سعيد حسب تحليل أستاذ الحضارة الدكتور المخلبي أن مثل هذا التوظيف ليس له مكان في تونس في القرن الحادي والعشرين خاصة وأن المجتمع التونسي طالما عرف بتعايشه السلمي بين مختلف أفراده مهما اختلفت دياناتهم وعقائدهم دون تسجيل أي محاولة صدام فيما بينهم.
*بشرى السلامي