الأعمال الرمضانية التونسية.. بين مطرقة الأخلاق وسندان المجتمع
حلّ أعضاء لجنة تحكيم رمضان "أواردز"، ضيوفا على برنامج "رمضان شو"، الأربعاء 5 أفريل 2023، لتقييم الأعمال الرمضانية التي تُعرض هذا العام.
وفي البداية، عبّر الناقد الفني، خميّس الخياطي، عن استغرابه من عدم اهتمام المشهد السمعي البصري التونسي بإنتاج أعمال فنّية خارج شهر رمضان، معتبرا أنّ "المسألة إنتاجية بالأساس".
وفي السياق ذاته، فسّر أنّ الفنّ له أخلاقه ودوره ليس للتوعية، قائلا: "أنت لم تربّي ابنك كيف يتعامل مع التلفزيون ومحتواها.. هذا ليس دور الفنّ".
واستنكر خميّس الخياطي بعض التصريحات والبيانات الصادرة عن عدّة أطراف حول الأعمال الرمضانية، وبصفة خاصّة، حول مسلسل "الفلّوجة"، قائلا: "حتّى رئيس الجمهورية ليس من حقّه التدخّل في الأعمال الفنيّة.. ولا يجب أن نحكم على عمل منذ حلقته الأولى".
اعتذار مخرج "الجبل الأحمر" يعمّق الأزمة
أمّا المخرج والممثّل محمد علي النهدي، فقد أسند عدد 6 على 10 إلى كلّ الأعمال الرمضانية هذا العام، مؤكّدا أنّنا أصبحنا نُعاني قلّة الإنتاج في تونس في الوقت الذي تعتبر المنافسة عنصرا مهما، كونها تساهم في خلق الجودة.
كما نبّه النهدي إلى أنّ دور الفنّ التفكير والشكّ، لا التوعية.
وتحدّث أيضا عن مسلسل "الجبل الأحمر" وردود الفعل حوله، قائلا إنّه يشكّ في نزاهة آراء الفنّانين الذي لم يشتغلوا في العمل".
وأضاف: "مثلا سمير الوصيف لو كان موجودا في الجبل الأحمر لما تكلّم بتلك الطريقة".
واعتبر محمد علي النهدي أنّه ما كان يتعيّن على المخرج ربيع التكالي الاعتذار، مضيفا أنّ اعتذاره يعمّق الأزمة وكأنّه اعتراف ضمني".
وتابع" "تفرجت في جبل الأحمر فهمت وما فهمتش.. أساس كلّ شيء هو السيناريو، سيناريو الجبل الأحمر لم يكتب بطريقة جيّدة، عكس مسلسل فلوجة الذي عندما تشاهدها تجذبك أحداثها الانسيابية".
مسلسل "فلّوجة" أزعج وزير التربية لهذا السبب
من جهتها، استنكرت الصحفية المختصّة في الشأن الثقافي، ليلى بورقعة، تصريح وزير التربية محمد علي البوغديري حول مسلسل "فلّوجة"، قائلة: "كأن العصافير كانت تُزقزق والسماء صافية في المؤسّسات التربوية، وجاءت سوسن الجمني، أو مسلسل فلّوجة، ليُشوّه المؤسّسات".
وأضافت: "سيّد الوزير أكيد أنّه على علم بآخر إحصائيات المرصد الوطني للتربية 25 بالمائة من التلاميذ يقتنون المواد المخدّرة من داخل المؤسّسة التربوية، وأكثر من 13 ألف حالة عنف مسجّلة في المدارس والمعاهد، وسبّبها المباشر هو تعاطي المخدّرات والكحول، زدّ على ذلك أكثر من ألف حالة انقطاع مبكّر عن الدراسة".
وتابعت: "المسلسل أزعجك لسبب بسيط وهو أنّه مسّ منطقة رفاهيتك، ومسّ من صورتك كوزير ومؤسّستك التربية في مثل هذا الوضع". وشدّدت ليلى بورقعة على أنّ الفنّ في جوهره يقود مرحلة الحرية والتحرّر، متسائلة "بأيّ مبدأ سنضع ضوابط للفنّ، ومن يُحدّدها".
كما علّقت على مسلسل "الجبل الأحمر"، موضّحة أنّه عمل فنّي خيالي وليس وثائقي، وبالتالي ليس من حقّ "أولاد الجبل الأحمر" رفض المسلسل بتعلّة أنّه لا يُشبههم ولم يصوّر في منطقتهم، وفق تعبيرها.
استسهال في الأعمال الكوميدية
أمّا المخرج سليم الصنهاجي فقد تحدّث عن كثرة الاستسهال في الأعمال الكوميدية، مستشهدا بسلسلة "للاّ السندريلا" التي قدّر أنّها لا تُصنّف كعمل كوميدي.
وقال: "يلزم يحطوها في المكاتب ويقولوا للنّاس ما تعملوش كيفها".
كما علّق عن مسلسل "الجبل الأحمر"، معتبرا أنّ تشتت الأفكار نقط ضعف سيناري، وأرجع ذلك إلى أنّ السيناريو كُتب بالتشارك بين عديد الأطراف، وهو ما خلق نوعا من التشتّت في الأحداث.
وبصفة عامّة، اعتبر سليم الصنهاجي أنّ إنتاج الأعمال الفنّية في تونس خلال شهر رمضان، يشهد تراجعا على مستوى الكمّ.
وبخصوص مواقف بعض النقابات من مسلسل "فلّوجة"، عبّر الصنهاجي عن رفضه لتدخّل نقابات في أعمال فنّية، قائلا: "النقابات مشاكل مهنية، وليست فكرية".