خبير عسكري أردني: العرب لا يملكون الإرادة للضغط لإعادة إعمار غزة
تُطرح العديد من تساؤلات حول الخيارات العربية في ظل التصريحات الصهيونية والأمريكية الرافضة لنتائج القمة القاهرة التي أقرت خطة عربية لإعادة اعمار غزة، كبديل يقوض خطة الرئيس الأمريكي القاضية بتهجير سكان القطاع والسيطرة عليه لبناء مشروع استثماري سياحي، سماه دونالد ترامب "ريفييرا الشرق الأوسط".
فما هي إمكانات صمود الخطة العربية لإعادة اعمار غزة أمام مقترح "ريفييراترامب"؟ وهل يملك العرب اوراق ضغط يمكن تفعيلها لفرض تنفيذ خطة اعادة الاعمار في ظل رفض حماس نزع سلاحها؟
لا بديل امام اسرائيل وامريكا في غزة غير الخطة العربية
واعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي الاردني الدكتور نضال أبوزيد، في تصريح لموزاييك اليوم السبت 8 مارس 2028، أن خطة مصر لإعادة اعمار غزة التي تبنتها القمة العربية الاخيرة، قد اكتسبت زخما دبلوماسيا عربيا وأوروبيا، بما يعني ان هذا المشروع قادر على مواجهة مشروع التهجير الذي تطرحه الولايات المتحدة ويكبح جماح ترامب وفق تقديره.
وقال ابوزيد أن الولايات المتحدة الامريكية لن تجد في النهاية أمامها حلا سياسيا لازمة الشرق الاوسط الا القبول بالخطة العربية لإعادة اعمار غزة وتثبيت سكانها بارضهم، رغم انتقاد ادارة البيض الابيض للمشروع العربي واعتبارها انه لا يلبي الطموحات الامريكية.
ماهي اوراق الضغط العربية لتنفيذ خطة اعادة اعمار غزة؟
وتابع ابوزيد ان "العرب يملكون اوراق الضغط من اجل المضي في تنفيذ خطة اعادة الاعمار ومن بينها الورقة الاقتصادية والورقة السياسية، والورقة الامنية، لكنهم لا يملكون الارادة لتفعيل هذه الاوراق وتوظيفها في اتجاه تأطير فرض خطة اعادة الاعمار".
معوقات الخطة
وأشار ابوزيد إلى أن أبرز المعوقات التي قد يواجهها مشروع اعادة الاعمار هو الصد الاسرائيلي الذي قد يلعب على وتر التقارب مع اليمين الامريكي لمحاولة دفع ادارة البيت الابيض الى تعديل بنود الخطة بما يخدم مصالحه، ان لم يكن رفضها.
وبين أبوزيد انه لا بدائل مطروحة الان على الارض بخصوص مستقبل قطاع غزة سوى الخطة المصرية العربية.
ذر الرماد على العيون الأمريكية والصهيونية
واعتبر ابوزيد ان المشروع العربي لإعادة اعمار قطاع غزة جاء في 91 صفحة منها صفحتان ونصف فقط تم تخصيصها لمناقشة الجانبين السياسي والامني في القطاع، وهو ما يعد ذرّا للرماد على العيون الامريكية والصهيونية، "لكن بقية بنود المشروع ركزت بالخصوص على طرح عربي بأن لا تكون حماس في المشهد السياسي في اليوم التالي لغزة، وهو ما وافقت عليه حماس التي قبلت بإمكانية ان تدير القطاع حكومة تكنوقراط فلسطينية، لكنها اعتبرت ان قضية نزع سلاح المقاومة خط احمر ما دام الاحتلال جاثم على الارض الفلسطينية" وفق تعبيره.
وكان القادة العرب قد اعتمدوا خلال قمة عربية استثنائية بالقاهرة في 4 مارس جاري، خطة مصرية لإعادة إعمار غزة كلفتها 53 مليار دولار تهدف إلى تثبيت الفلسطينين في ارضهم، الا ان هذه الخطة، قوبلت برفض إسرائيلي، فيما وصفتها واشنطن بغير الواقعية، معلنة تمسكها بخطة ترامب لإعادة إعمار غزة خالية من حماس، في الوقت الذي رحبت فيه السلطة الفلسطينية وحماس بالخطة العربية التي تدعو إلى حكم غزة مؤقتا من قبل لجنة من الخبراء المستقلين ونشر قوات حفظ سلام دولية بالقطاع.
الحبيب وذان