محلل سياسي فلسطيني: نتنياهو قد يتراجع عن اتفاق الهدنة في هذه الحالة..
اعتبر المحلل السياسي الفلسطيني من غزة، محمود صيام، في تصريح لموزاييك اليوم الاثنين 20 جانفي 2025، أن الالتزام الكامل من جانب الاحتلال الإسرائيلي بتنفيذ بنود التهدئة أمر يصعب توقعه، مشيرا في المقابل إلى وجود ضغوط متعددة على الاحتلال، أبرزها الضغط الصريح من إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب على حكومة نتنياهو لتنفيذ الاتفاق وإنجاز صفقة وقف إطلاق النار قبل تنصيبه رئيسا للولايات المتحدة.
كما أشار إلى أن العامل الداخلي بالنسبة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمتمثل في الحفاظ على تماسك حكومته التي تعتمد بشكل كبير على دعم أحزاب دينية متطرفة، قد يدفعه لتنفيذ بعض بنود الاتفاق.
ومع ذلك، أكد صيام أنه في حال شعور نتنياهو بأن تنفيذ الصفقة قد يهدد استقرار حكومته أو يضر بمصالحه السياسية، فمن المحتمل أن يتراجع عن الالتزام الكامل بالاتفاق، وهو سيناريو سبق أن حدث في اتفاقات وقف إطلاق النار بين الجانب الإسرائيلي ولبنان.
الحفاظ على أرواح المدنيين الفلسطينيين
وأضاف أن الأولويات الحالية تتمثل في الحفاظ على أرواح المدنيين الفلسطينيين، وتجنب القصف الإسرائيلي، وتقديم الإغاثة اللازمة للناس، بما في ذلك توفير مأوى مؤقت للأسر التي فقدت منازلها في ظل الأجواء الباردة لفصل الشتاء.
كما شدد على أهمية تسليط الضوء إعلاميا على التزام الجانب الفلسطيني بتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار، بما يضع ضغطا دوليا على الجانب الإسرائيلي للالتزام بدوره.
وأشار المحلل الفلسطيني في تصريحه لموزاييك إلى أن المرحلة القادمة قد تشهد تحولات سياسية كبيرة، حيث من الممكن أن يتشكل جسم سياسي جديد لقطاع غزة، إما في إطار ارتباط سياسي أو جغرافي مع الضفة الغربية، أو بشكل منفصل.
وشدد على أن هذه المرحلة تستوجب من الفصائل الفلسطينية نبذ الانقسام والعمل على تحقيق الوحدة الوطنية، مؤكداً أن استمرار الانقسام يُعد خنجرا في خاصرة القضية الفلسطينية.
واختتم صيام تصريحاته لموزاييك بالتأكيد على أن المرحلة الحالية تتطلب تضافر الجهود لإعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية، والعمل على إعادة إعمار القطاع الذي تضرر بنسبة كبيرة في الحرب الأخيرة، حيث لم يبقَ فيه “حجر على حجر”، وأكد أن الأولوية للوحدة الوطنية، كخطوة أساسية لتغيير الواقع المأساوي الذي خلفه العدوان الصهيوني.
غفران العكرمي