languageFrançais

كيف سيستفيد أغنى شخص في العالم من فوز ترامب؟


مع فوز مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية لعام 2024، برز اسم إيلون ماسك كأحد الوجوه الجديدة التي ستلعب أدوارًا بارزة في الإدارة القادمة.

أعلن ترامب في مؤتمر صحفي بعد فوزه أن ماسك قد يكون مسؤولًا عن رئاسة لجنة لتقليل الهدر في الإنفاق الحكومي، حيث أطلق عليه لقب "وزير خفض التكاليف" (Secretary of Cost Cutting). تهدف هذه اللجنة إلى مراجعة شاملة للحسابات والأداء المالي للحكومة الفدرالية، بهدف القضاء على الاحتيال والمدفوعات غير السليمة خلال ستة أشهر.

أنفق إيلون ماسك ما لا يقل عن 118 مليون دولار لدعم دونالد ترامب، وقدم لأنصاره تبرعات تصل إلى مليون دولار يومياً. إضافةً إلى ذلك، دافع ماسك عن ترامب وأغرق منصة "X"، التي يملكها، بسيل من المنشورات المؤيدة لترامب والمعلومات المضللة، وفقاً لما أوردته شبكة "سي إن إن" الأمريكية.

أغنى اغنياء العالم

تجاوزت ثروة الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا" 300 مليار دولار خلال تعاملات الجمعة، بدعم من مكاسب سهم صانعة السيارات الكهربائية في ظل التفاؤل بدعم الإدارة الجديدة للبيت الأبيض.
 

وارتفعت ثروة أغنى شخص في العالم بنسبة 4.65% أو 13.6 مليار دولار إلى 303.9 مليار دولار، لتتسع الفجوة بين "ماسك" و"لاري إليسون" الذي يحتل المركز الثاني بين أثرياء العالم بنحو 230.1 مليار دولار.
 

يأتي ذلك مع ارتفاع السهم المدرج في ناسداك بنسبة 9.35% إلى 324.65 دولار، في تمام الساعة 10:54 مساء بتوقيت مكة المكرمة، مما عزز القيمة السوقية لـ"تسلا" عند 1.042 تريليون دولار، لترتفع في المركز التاسع ضمن قائمة أكبر شركات العالم قيمة سوقية.
ووفقًا لتقديرات "فوربس"، أصبح "ماسك" أول شخص تتجاوز ثروته 300 مليار دولار في أوائل نوفمبر 2021، حين بلغت القيمة السوقية لـ"تسلا" آنذاك 1.2 تريليون دولار.


تحالف قديم بين ماسك وترامب

كما يسعى ترامب أيضًا إلى الاستفادة من ماسك لدعم مشروعه الطموح بوصول أمريكا إلى المريخ بحلول 2028، وهو هدف يعزز طموح الولايات المتحدة في سباق الفضاء العالمي، خاصة أمام الصين. من المقرر أن يلعب ماسك، من خلال شركته "سبيس إكس" (SpaceX)، دورًا رئيسيًا في هذا التحدي، خاصة مع تقدم مشروع "أرتميس" الذي يهدف لإنزال بشري على القمر بحلول 2026.

هذا التعاون ليس وليد اللحظة؛ فقد انضم ماسك في 2017 إلى بعض المجالس الاستشارية في إدارة ترامب السابقة مثل "مجلس المستشارين الاقتصاديين" و"مجلس الوظائف". ولكن سرعان ما انسحب بعد قرار ترامب بالانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، تعبيرًا عن رفضه للقرار ودعمه لقضية التغير المناخي.

إمبراطورية ماسك التجارية

ماسك يمتلك إمبراطورية صناعية شاملة تشمل شركات مثل:

سبيس إكس: التي تسعى لاستكشاف الفضاء والوصول إلى المريخ.

تسلا: الرائدة في صناعة السيارات الكهربائية وذاتية القيادة.

ذا بورينغ كومباني: التي تعمل على تطوير نظام تنقل جديد عبر أنفاق ضخمة لـ "الهايبرلوب".

نيورالينك: التي تطور تقنيات زراعة الشرائح الدماغية لتحسين القدرات البشرية.

مشاريعه في العملات المشفرة: حيث كان له تأثير مباشر على قيم العملات الرقمية مثل "بيتكوين" و"دوجكوين".

كما يعد ماسك أحد رواد الذكاء الاصطناعي، إذ كان أحد مؤسسي شركة "أوبن إيه آي" (OpenAI) التي طورت "Chat GPT". رغم انسحابه لاحقًا من الشركة، لم يتوقف اهتمامه بهذا المجال، حيث أسس في 2023 شركة "إكس إيه آي" (xAI) لتطوير تقنيات ذكاء اصطناعي جديدة.

يستفيد ماسك من إدارة ترامب بعدة طرق، أبرزها:

تخفيف القيود التنظيمية والقانونية: يمكن لإدارة ترامب أن تسهل الحصول على التراخيص اللازمة لمشاريع ماسك، مما يعجل بتنفيذ خططه.

تخفيف قوانين المناخ والبيئة: من المتوقع أن تسمح إدارة ترامب لشركات ماسك بحرية أكبر فيما يتعلق بالاستخدامات البيئية، خصوصًا "سبيس إكس" التي تحتاج إلى وقود صاروخي بكميات كبيرة.

الدعم المالي: مشروعات الفضاء مثل "ستارشيب" تحتاج إلى تمويل ضخم، وقد تحصل "سبيس إكس" على عقود حكومية تساعدها على تحقيق أهدافها.

الوصول إلى التكنولوجيا المتقدمة: قد يستفيد ماسك من دعم حكومي للوصول إلى التقنيات المتطورة، مثل تلك التي تطورها "ناسا" أو مختبرات الجيش.

التوسع الدولي والسياسات التجارية: إدارة ترامب قد تدعم توسع "تسلا" و"سبيس إكس" دوليًا، رغم بعض القيود المحتملة في الأسواق الأجنبية.
يُتوقع أن يشهد التحالف بين ماسك وترامب تعاونا واسعًا؛ فكلاهما يعرفان كيف يستثمران في بعضهما لتحقيق مصالح مشتركة. ترامب، بدعمه الجمهوري، قد يقدم لماسك الفرص الكافية لتجاوز التحديات وتحقيق طموحاته.

صلاح الدين كريمي 

الكلمات المفاتيح :أمريكارئاسيةترامبماسك