languageFrançais

إعادة انتخاب محمد ولد الغزواني رئيسا لموريتانيا

أعيد انتخاب الرئيس الموريتاني محمد ولد شيخ الغزواني لولاية ثانية على رأس الدولة الصحراوية الشاسعة التي يعد استقرارها النسبي أمرا فريدا في منطقة الساحل المضطّربة في إفريقيا. 

وفاز القائد السابق للجيش بأكثر بقليل من 56 في المئة من الأصوات، بحسب ما أعلنت اللجنة الوطنيّة المستقلّة للانتخابات الإثنين، ليحكم لولاية ثانية مدّتها خمس سنوات يتوقع بأن تصبح موريتانيا خلالها دولة منتجة للغاز.

وفي رسالة مصوّرة شكر فيها مواطنيه على إعادة انتخابه، قال الغزواني “أتعهّد أن أكون رئيساً للموريتانيين أجمعين، بدون استثناء وبدون تمييز. وأتعهّد كذلك أن أواصل سياسة اليد الممدودة ونهج التهدئة والتشاور والحوار مع كافه الفرقاء السياسيين خدمة للمصالح العليا للوطن”.

واحتشد العشرات من أنصار الرئيس خارج مقر حملته في العاصمة نواكشوط بعدما أُعلنت النتائج النهائية لانتخابات السبت. 

يتعيّن الآن رفع النتائج إلى المحكمة الدستورية في غضون 48 ساعة لتأكيدها.

وكان الغزواني سيواجه جولة ثانية لو لم يفز بأكثر من نصف الأصوات في انتخابات السبت. 

وحلّ متقدّما بفارق كبير على خصمه الرئيسي بيرام الداه عبيدي الناشط المناهض للعبودية الذي حصل على أكثر من 22% من الأصوات.

وأكد عبيدي في وقت سابق بأنه لن يعترف بالنتائج الصادرة عن لجنة الانتخابات وندد الاثنين بما وصفها بـ”عملية تزوير هائلة” وقال إنه ينتظر فريقه لتقديم نتائج من طرفه قبل الإعلان عن إطلاق تظاهرات.

وقال لأنصاره “على أي احتجاج تقومون به أن يكون سلميا”، وفق ما جاء على حساب حملته في وسائل التواصل الاجتماعي.

وتظاهر بعض أنصاره في نواكشوط ليل الأحد حيث أضرموا النيران في الإطارات وعرقلوا حركة السير فيما أفاد متحدث بأن السلطات أوقفت مدير حملته.

وكثّفت الشرطة انتشارها في العاصمة بشكل كبير في وقت لاحق من المساء.

وحذّر وزير الداخلية في وقت متأخر الأحد من أنه “لن يتسامح مع أي تحرّك يرجّح بأن يؤثر على السلم والطمأنينة لمواطنينا وسكاننا”.

وصل الغزواني إلى السلطة في انتخابات عام 2019، في أول انتقال للسلطة بين رئيسين منتخبين منذ استقلال موريتانيا عن فرنسا عام 1960 وسلسلة انقلابات من العام 1978 حتى 2008.

وبينما شهدت منطقة الساحل في السنوات الأخيرة سلسلة انقلابات عسكرية وتصاعدا في الأنشطة الجهادية، خصوصا في مالي، لم تتعرّض موريتانيا إلى أي هجمات منذ العام 2011. 

ويرى كثر بأن الفضل يعود إلى الغزواني (67 عاما) في الأمان النسبي الذي تعيشه الدولة الواقعة في غرب إفريقيا.

وبلغت نسبة المشاركة في انتخابات السبت الرئاسية 55,39 في المئة بالمجمل، وهي أقل من تلك المسجّلة عام 2019.

وبدأت النتائج تصدر منذ مساء السبت وتنشر بشكل متواصل على منصة رسمية على الإنترنت من قبل لجنة الانتخابات كإجراء معبّر عن الشفافية، وهو ما أعطى مؤشرا على النتيجة النهائية.

وأكد رئيس اللجنة الانتخابية الداه ولد عبد الجليل لدى إعلانه عن النتائج الاثنين “بذلنا كل ما في وسعنا لتهيئة الظروف لإجراء انتخابات جيدة وحققنا نجاحا نسبيا”.

وحل حمادي ولد سيدي المختار، مرشح حزب “تواصل” الإسلامي، في المركز الثالث مع 12,8% من الأصوات، وفق اللجنة الوطنية للانتخابات.

جعل الغزواني من مساعدة الشباب أولولية في البلد الذي يعد 4,9 ملايين نسمة، 75 في المئة منهم تحت سن الخامسة والثلاثين.

وبعد ولاية أولى طغت عليها جائحة كوفيد-19 وتداعيات الحرب في أوكرانيا، يأمل الغزواني في إجراء مزيد من الإصلاحات خلال ولايته الثانية بفضل الآفاق الاقتصادية المواتية. 

ويتوقّع البنك الدولي بأن يبلغ معدّل النمو 4,9 في المئة (3,1 في المئة للفرد) للفترة ما بين العامين 2024 و2026، مدفوعا ببدء إنتاج الغاز في النصف الثاني من هذا العام.

وتراجع التضخم عن ذروة بلغت 9,5 في المئة عام 2022 إلى 5 في المئة في 2023، ويتوقع بأن يتباطأ إلى 2,5 في المئة عام 2024.

(أ ف ب)