languageFrançais

حسّان Junior.. يحصد ملايين المشاهدات في ثلاثة أشهر بموسيقى ثائرة

من أعماق"الطفّالة" أحد الأحياء الشعبيّة المهمّشة والمنسيّة في سوسة، صدح حسّان بكلمات جريئة تنطق بصوت الرفض والمقاومة، رفقة إيقاعات سريعة، تتماهى وإيقاع الحياة البائسة، لينقل هموما وأوجاعا، يتقاسمها شباب كثيرون، راميا عرض الحائط جميع المكبّلات والقيود، ومتجرّدا من كل رقابة.

28 جويلية 2023، كان يوما استثنائيا للشاب العشريني حسان ساسي، الملقّب بحسّان junior، صافح فيه ولأول مرّة في حياته جمهور مهرجان سوسة الدولي، في دورته 64، عبر مشاركة خاطفة مع مغني الراب ALA، لقاء أسعد الجمهور غير أنّه أغضب مدير المهرجان.

قبل ثلاثة أشهر، انتشر اسم مغنّي الراب حسّان junior  كالنار في الهشيم على مواقع التواصل الإجتماعي ومنّصة يوتيوب، حيْث أنّ أغنيتيْن فقط كانتا كفيلتيْن بخطف الانتباه منذ الوهلة الأولى لدى فئة جماهريّة عريضة في صفوف الشباب والمراهقين.

"الحبار فاض خرجت موزيكا باهية للعباد" بهذه العبارات تحدّث إلينا حسّان junior خلال أوّل لقاء إعلاميّ له خصّ به موزاييك مضيفا أنّه يستمدّ كلماته من تجربته الشخصيّة وبشغفه بفنّ الشارع الذي يشبهه حسب تعبيره.

لم أتوّقع النجاح بهذا القدْر وجمهوري من نوع خاص!


وتابع junior " كنت أتوقّع النّجاح ولكن ليس بهذا القدْر ووصولي الى أكثر من مائتي ألف متابع على منصّة يوتيوب يعتبر حافزا لي، مشيرا إلى أنه قد تحصّل مؤخرا على درع اليوتوب الخاصّ ب 100 ألف متابع.

واعتبر مغني الراب الصاعد أن جمهوره مختلف عن بقيّة زملائه معللّا قوله بأنّ متابعيه من فئة "الثوريين" وهو يمثّل ما أسماها" الحُوُمْ الشعبيّة" على حد قوله.

وأردف" لن تخطّ أناملي إلاّ الحقيقة رغم التضييقات التي أتعرّض لها (دون أن يوضّح ذلك) لأنّهم (لم يسمّهم) يحبّون رمي الورود وأنا لا أُجِيد فعل ذلك" وواصل القول: "مازالت في بداية المشوار ومازال لديّ الكثير لأقدّمه".

وعن مشاريعه الفنيّة القادمة، قال إنّه بصدد الإعداد لأغنية ثنائية "ديو" مع فنّان معروف فضلا عن عدم ذكر اسمه للمحافظة على عنصر المفاجأة لمحبّيهما وفق قوله.

كما يستعدّ حسّان junior لإطلاق ألبوم.

وفي ردّه عن سؤال ما إذا سيواصل في "الكلام الأحرش" بلغة الراب أي تضمّن أغانيه لكلمات تخدش الذوق العام أجاب بنعم باعتبار أن "دار لقمان على حالها"

واستطاع الرابور في غضون بضعة أشهر من طرح أغنيتيْه أن يحصد ملايين المشاهدة على يوتيوب حيث حققت أغنية مساجين 7.5 مليون مشاهدة وأغنية رام الله 5.1 مليون مشاهدة بإمكانيات وتكاليف بسيطة في الحيّ الذي نشأ وترعرع فيه وبمشاركة أصدقائه وأبناء حيّه. 
 
بحسب احصائيات موقع Google trends، اهتمّ مستخدمو الأنترنات بالبحث عن مغنّي الراب junior خلال الأسبوع الفائت وبلغت ذروة البحث في الليلة الفاصلة بين السبت و الأحد في ولايات سوسة ونابل وتونس الكبرى.


محاكاة للواقع بكلّ تفاصيله وجزئياته

سرد أفكاره ومشاعره بسلاسة وصدق عميق  يلامس وجدان السامعين  ليثير مواضيع  اجتماعيّة وسياسيّة ويطرح موضوع القضيّة الفلسطينية ويُعيد للواجهة مجدّدا من خلال فنّ الراب المستوحى من الشارع ما وصفه "بالصراع بين الأمنيين وأبناء الأحياء الشعبيّة".

الراب من المضمون الثوري إلى المضمون التجاري

من جهته ذكر أنيس الغربي أستاذ بالمعهد العالي للموسيقى بسوسة لموزاييك أنّ الأحياء الشعبيّة لطالما كانت الحاضنة لنشأة موسيقى الراب التي تعتمد أساسا على جماليّة الكلمة دون التمعّن والبحث في الموسيقى.

وفسّر سرعة انتشار هذا النمط الموسيقي إلى اكتساب قاعدة جماهيرية واسعة وجدت ضالّتها في تلك الكلمات التي تعبّر عن أحساسيهم وواقعهم المعيشي والموّجهة أساسا للطبقات المهمّشة وهم أغلبيّة في المجتمع التونسي وفق قوله.

واعتبر أنّ جلّ الرابورات يحملون في بداياتهم نفسا ثوريّا متحرّرا يُحدث صدمة لدى جماهيرهم العريضة لكنّ سرعان ما يتحوّل مفعول الصدمة إلى مضمون تجاريّ منفعيّ يكسبهم مورد رزقهم من خلال عدد المشاهدات على المنصّات الموسيقيّة وتزايد الطلب عليهم لإحياء حفلات سواء في إطار المهرجانات أو سهرات خاصّة


إيناس الهمّامي