خبير: المغرب معرّضة لخطر الزلزال بشكل مستمر
لم يكن الزلزال الذي ضرب المغرب ليل السبت، حدثا غير مسبوق، ولكن المملكة تعرضت عبر تاريخها لنفس الظاهرة الطبيعية مرات عديدة، أبرزها ما شهدته مدينة الحسيمة سنة 2004 وأكادير عام 1960.
وأوضح الأستاذ الباحث في جامعة مونبلييه والمتخصّص في التكتونيات النشطة فيليب فيرنان، أنّ المغرب من البلدان المعرضة لخطر الزلزال بشكل مستمر.
وأشار إلى أنّ عنف الهزات التي شهدها ليل السبت يعود إلى اقتراب الزلزال من السطح، ما جعل التصدع أكبر.
هل هذا الزلزال مفاجئ؟
وأكّد الخبير على أنّ المغرب يعد من البلدان التي لا نتساءل فيها هل ستحدث زلازل، بل متى ستحدث.
"وكان زلزال أكادير (5,7 درجات في العام 1960) قد دمر المدينة بأكملها وتسبب في مقتل حوالي 15 ألف شخص، كذلك كان هناك زلزال الحسيمة (6,4 درجات في العام 2004) الذي وقع في منطقة أقرب إلى البحر الأبيض المتوسط".
وأضاف "حاليا، لا يقع مركز الزلزال في المنطقة الأكثر نشاطا في المغرب. ولكن هناك الأطلس الكبير، وهي سلسلة جبال عالية إلى حد ما، مما يعني أن التشوه (التغيير) لا يزال يحدث حتى اليوم. إذ إن هذا النوع من الزلازل هو الذي أدى إلى صعود جبال الأطلس الكبير".
هل هذا الزلزال شبيه بزلزال تركيا؟
وبيّن المتحدّث أنّه في تركيا، كانت هناك حركة أفقية، إذ أن تركيا تتحرك بشكل أساسي باتجاه الغرب، أيّ أنّها "تتحرك" نحو اليونان. هناك انزلاق أفقي للصفائح. هنا (في المغرب)، نحن على نقطة التقاء بين أفريقيا وأوراسيا أو إيبيريا، الجزء الإسباني، وعلى الصدوع المتداخلة. ترتفع تضاريس الأطلس الكبير على الجهة الأمامية إلى الشمال. لكننا لا نزال في سياق حدود الصفائح، وفق توضيحه.
ما الذي يفسر عنف هذا الزلزال؟
"علينا أن نرى مدى قوة الزلزال. لقد وصل إلى 6,8 أو 6,9 درجات، وهي قوة شديدة إلى حد ما. ومن الواضح أنها تهز المنطقة بشكل كبير"، وفق توضيح فيليب فيرنان.
"ثم هناك العمق، ففي البداية تم الإعلان عن حوالي 25-30 كيلومترا، ولكن يبدو أنه سيصل إلى حوالي 10 كيلومترات. كلما اقتربنا من السطح، كلما كان تأثير التصدع أكبر. لقد عايشنا ذلك في فرنسا في العام 2019 في منطقة تيل في أرديش (جنوب). كان زلزالا "صغيرا"، لكن بما أنه وقع على عمق كيلومتر واحد، فقد أحدث اهتزازا كبيرا".
فرانس24/ أ ف ب