تطوّر القروض الاستهلاكية المسلّمة للأفراد
بلغ قائم القروض غير المهنية المسندة إلى الأفراد من طرف البنوك إلى حدود شهر سبتمبر 2020، ما قدره 24943 مليون دينار.
وتظهر الأرقام أنّ هذا القائم تطوّر بنسبة 7ر3 بالمائة خلال الـ9 أشهر الأولى من سنة 2020، أي ما يعادل زيادة بقيمة 890 مليون دينار.
ويعزى هذا التطور، الذّي بلغ ذروته خلال أشهر أفريل وماي وجوان وجويلية 2020، إلى تطبيق تأجيل سداد القروض البنكية لمدة تتراوح بين 3 و6 أشهر من طرف البنوك، أخذا بعين الاعتبار لجائحة كورونا.
ومنذ بداية سنة 2020 وإلى حدود شهر سبتمبر شهدت القروض الاستهلاكية نموا كان الأعلى في حدود 7 بالمائة، إذ مرّت من 9149 مليون دينار في جانفي 2020 إلى 9643 مليون دينار في سبتمبر من هذا العام.
في ما شهدت القروض الموجّهة إلى السكن نموا طفيفا، بنسبة 6ر1 بالمائة لتتحوّل من 11153 مليون دينار إلى 11463 مليون دينار خلال الفترة ذاتها، وفي سياق متصل زادت القروض الموجهة لتحسين المسكن ب 8ر4 بالمائة وفق معطيات البنك المركزي.
ويظهر المنحى العام لاسناد القروض تراجعا هاما للقروض غير المهنية المسلمة للأفراد من طرف البنوك، اذ تطور قائم هذه القروض بـ 6ر10 بالمائة سنة 2017، و4ر5 بالمائة سنة 2018، و3ر0 بالمائة خلال سنة 2019.
ويعود هذا التراجع لعدة أسباب، أهمها الترفيع المستمر في نسبة الفائدة المديرية من طرف البنك المركزي، وعدم قدرة عديد الأفراد على مزيد التداين لبلوغهم السقف المسموح به حسب التراتيب، بالإضافة إلى السياسات المعتمدة من طرف البنك المركزي التونسي تجاه القروض الاستهلاكية.
وعرفت القروض الموجهة لاقتناء سيارات تطورا بسيطا بتسليم البنوك التجارية قروضا في حدود 334 مليون دينار مقابل 300 مليون دينار في سبتمبر من السنة الماضية ما يعكس الركود الذي يعرفه قطاع بيع السيارات.
أمّا القروض الجامعية التي يحصل عليها الطلبة من البنوك، فقد عرف منحاها تراجعا في السنوات الأخيرة من معدل 5 ملايين دينار خلال الفترة من 2015 الى 3ر2 مليون دينار في موفى سبتمبر 2020
وتعليقا على هذه المؤشرات، دعا الكاتب العام للمرصد التونسي للخدمات المالية (مستقل)، طارق بن جازية، إلى تسريع النظر في قانون معالجة التداين المفرط للأفراد المعروض حاليا على أنظار مجلس نواب الشعب، مع إدخال بعض التعديلات الضرورية على صيغته الحالية.