languageFrançais

أسعار الذهب والنفط والدولار في 2025: قراءة في الاتجاهات العالمية

أصبحت توقّعات أسعار الذهب والنفط والدولار الأمريكي من أبرز القضايا الاقتصادية التي تشغل الأسواق والمستثمرين مع بداية عام 2025.

وتُشكّل هذه الأصول أساسا للتجارة والاستثمار في مختلف القطاعات، وتتأثّر بمجموعة من العوامل الاقتصادية والسياسية والجيوسياسية.

أسعار الذهب

يعتبر الذهب الملاذ الآمن في أوقات عدم اليقين، ففي عام 2024، تراوحت أسعار الذهب بين 1800 و2050 دولاراً للأونصة، مع تقلبات ناجمة عن ارتفاع التضخم العالمي والتوترات الجيوسياسية.

وبالنظر إلى توقعات 2025، تُشير عدّة مؤشّرات إلى استمرار الزخم الإيجابي للذهب، ومنها:

- التضخم: تُشير توقّعات صندوق النقد الدولي إلى أنّ التضخم العالمي سيظل مرتفعا نسبيا عند معدل 4-5% في الأسواق الناشئة، و2.5% في الاقتصادات المتقدمة. هذه الأرقام تجعل الذهب خيارا جذابا للمستثمرين الباحثين عن تحوط ضدّ انخفاض القوة الشرائية.

الاحتياطات المركزية: من المتوقّع أن تواصل البنوك المركزية، لا سيما في الصين وروسيا، زيادة احتياطاتها من الذهب لتقليل الاعتماد على الدولار. 

في 2024، أضافت البنوك المركزية ما يزيد عن 800 طن من الذهب إلى احتياطاتها، ويتوقع استمرار هذا الاتجاه في 2025.  

التوترات الجيوسياسية: مع تصاعد التوترات في مناطق مثل شرق أوروبا وآسيا، يمكن أن يزيد الطلب على الذهب باعتباره ملاذاً آمناً.  

توقعات الأسعار

تُشير تقديرات المحللين في مؤسسات مالية وبنكية مثل جي بي مورغان وغولدمان ساكس إلى أنّ أسعار الذهب قد تتراوح بين 2100 و2300 دولار للأونصة، مع احتمال تجاوزها إذا استمرت الأزمات الاقتصادية أو الجيوسياسية.

أسعار النفط

شهدت أسواق النفط تقلبات حادة خلال السنوات الماضية، حيث تراوحت الأسعار بين 70 و100 دولار للبرميل في 2024. 

وفي عام 2025، سيكون السوق النفطي محكوماً بعدة عوامل منها:  

الطلب العالمي: وتشير وكالة الطاقة الدولية إلى أن الطلب العالمي على النفط قد يصل إلى 102 مليون برميل يومياً، مدفوعاً بانتعاش الاقتصادات الآسيوية مثل الصين والهند، اللتين تسجلان نمواً سنوياً في الطلب بنسبة 4%.  بالاضافة إلى ازدياد استهلاك الوقود في قطاعي الطيران والنقل البحري مع عودة حركة السفر إلى مستويات ما قبل الجائحة.  

العرض:  تواجه الدول المنتجة تحديات بسبب قيود الاستثمار في التنقيب والإنتاج. 

واستثمرت الشركات الكبرى في عام 2024، ما يعادل 370 مليار دولار فقط في المشاريع النفطية الجديدة، وهو أقل بـ25% مقارنة بعام 2019.  كما أن سياسة "أوبك+" في التحكم بالإنتاج للحفاظ على توازن السوق، حيث خفضت الإنتاج بمقدار 1.3 مليون برميل يومياً في 2024، ومن المتوقع استمرار هذه السياسة.

الطاقة النظيفة: التحول نحو مصادر الطاقة المتجددة يمثل ضغطاً طويل الأجل على النفط، لكن في 2025، سيظل هذا التحول تدريجياً ولن يؤثر بشكل كبير على الطلب العالمي.  

توقعات الأسعار

تتوقع مؤسسات مثل بلومبيرغ إنرجي أن تتراوح أسعار النفط بين 85 و110 دولارات للبرميل، مع احتمال ارتفاع مؤقت إذا حدثت اضطرابات جيوسياسية.  

الدولار الأمريكي.. العملة الأقوى ولكن

لا يزال الدولار الأمريكي يحتفظ بمكانته كعملة الاحتياط الأولى في العالم، حيث يمثل حوالي 60% من الاحتياطيات العالمية.

في 2024، كان أداء الدولار قوياً أمام معظم العملات، مدعوماً بسياسة الفيدرالي الأمريكي وارتفاع أسعار الفائدة.  

وتشير التوقعات إلى أن الفيدرالي قد يبطئ من وتيرة رفع أسعار الفائدة في 2025، مما قد يضعف الدولار قليلاً. حالياً، يتراوح معدل الفائدة بين 5.25% و5.5%.  

الديون الأمريكية

بلغ إجمالي الدين الأمريكي 35 تريليون دولار في نهاية 2024، ومن المتوقع أن يستمر في الزيادة، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى مخاوف بشأن استدامة الديون، مما قد يؤثر سلباً على الدولار.  

التنافسية العالمية

جهود الصين وروسيا لتعزيز عملاتهما في التجارة الثنائية وتقليل الاعتماد على الدولار قد تؤدي إلى تآكل هيمنته تدريجياً.  

توقعات الدولار مقابل العملات الأخرى:

أمام اليورو: يتوقع أن يتراوح سعر الصرف بين 1.05 و1.15 دولار لليورو.  

أمام الين الياباني: قد يظل الدولار في نطاق 140-150 ين.  

أمام الجنيه الإسترليني: من المتوقع أن يتراوح بين 1.20 و1.30 دولار للجنيه.  

وستظل أسعار الذهب والنفط والدولار الأمريكي، في عام 2025 محكومة بتقلبات اقتصادية وسياسية وجيوسياسية، وفي ظل هذه الظروف، يمكن القول إن العام الحالي سيكون عاماً مليئاً بالتحديات والفرص في آنٍ واحد.

صلاح الدين كريمي