languageFrançais

أعداد متزايدة من الأسماك النافقة: ماذا يحدث في سواحل قرقنة؟

أعداد متزايدة من الأسماك النافقة: ماذا يحدث في سواحل قرقنة؟

يلاحظ بحارة قرقنة و سواحل صفاقس و الشابة منذ فترة، تطوراً في عدد الأسماك النافقة فوق سطح البحر و في عمقه و تلوثا في مياه البحر يحوّل لونه في عديد الأماكن إلى اللون الأحمر، الأمر الذي دفع عديد المنظمات إلى دق ناقوس الخطر.

وقد إعتبر صالح شرف الدين كاتب عام الجامعة الوطنية للصيد البحري في تصريح لموزاييك،  أن مؤشرات هذا التلوث تهدد الثروة السمكية في تونس، و أن الجامعة دقت ناقوس الخطر منذ مدة. وإستغرب شرف الدين عدم تفاعل السلطات مع هذا المشكل خاصة وزارة البيئة  ووزارة الفلاحة، مطالبا رئاسة الحكومة بالتدخل الفوري للحفاظ على مصدر رزق آلاف العائلات. وحول أسباب هذا النفوق، أكد "خليفة" أحد البحارة أن عددا كبيرا من الأسماك يتجه من سواحل قرقنة و صفاقس نحو سواحل الشابة "هربا"،  مرجحا ذالك إلى نقص الأوكسجين في المياه بسبب التلوث حيث أن إنتاج  مصائد الشرافي تضاعفت بالمقارنة مع نفس هذه الفترة من السنوات الفارطة.

و أكد المصدر ذاته أن الأسماك الحية سليمة كما يلاحظ أن بعضها يصل مجهدا، من جهته رجّح "رشيد" وجود "تسرب غاز سام من براميل سفن حربية قابعة في قاع البحر منذ الحرب العالمية"  مفسرا بدوره هروب الأسماك و نفوقها بنقص الأوكسجين في المياه في سواحل قرقنة و صفاقس. في حين أرجع عدد آخر من البحارة هذه الظاهرة للتنقيب عن البترول.

من جهتها، تحركت الجمعيات و المنظمات البيئية في قرقنة و الشابة حيث أصدرت منظمة "غرين بيس" بيانا وجهت فيه أصابع الاتهام للشركة البترولية المنتصبة في سواحل قرقنة و دعت المنظمة العالمية للتوقيع على عريضة من أجل "إنقاذ سواحل قرقنة".

و في نفس الإتجاه أكد بسام حميدة رئيس جمعية أحباء مدينة الشابة البيئية، أن جمعيته تتابع الموضوع بقلق شديد و أن نفوق الأسماك لوحظ منذ شهر نوفمبر الماضي و أن الكميات في إزدياد مما ينذر بوجود خطر. من جهتها نفت الشركة البترولية المنتصبة في قرقنة للجمعيات البيئية مسؤوليتها عن هذا التلوث و أكد أحد المسؤولين بالشركة أن سير العمل عادي و لا يوجد أي تسرب صادر عن أنابيبها، و إستغرب جميع المستجوبين صمت الدولة تجاه هذه الكارثة البيئية حيث لم يصدر أي بيان أو تصريح لتفسير ما يحدث في سواحل قرقنة و الشابة.

سفيان بالعائبة

*الصور من الفايسبوك