languageFrançais

محسن بن الشيباني: المياه مسألة أمن قومي تحتاج إلى حوكمة رشيدة

محسن بن الشيباني: المياه مسألة أمن قومي تحتاج إلى حوكمة رشيدة


 

أكد رئيس جمعية تنمية مستدامة إقتصاد إجتماعي وتضامني محسن بن الشيباني أهمية الماء على مستوى العالم اليوم خاصة في ظل التغيرات المناخية وهو يشكل أهمية قصوى للحفاظ على الأمن القومي الغذائي lما يستدعي إعادة النظر في استغلال واستعمال المياه وفق حوكمة رشيدة قائمة على نظرة استشرافية مستقبلية.

وشدد على ان الماء أصبح اليوم أداة سياسية لزعزعة أمن وإستقرار بعض الدول ونبه الى أن تقرير البنك الدولي الذي صدر في ديسمبر الماضي اشار إلى أن تونس قد تتكبد خسائر يمكن أن تصل إلى 54 مليار دولار في 2050 وذلك في صورة تقاعس الحكومة التونسية عن التحرك لمجابهة أزمة المياه وعدم القيام بحوكمة افضل في استعمالات الماء.

واوضح محسن بن الشيباني في تصريح لموزاييك اليوم الخميس 25 افريل 2024 خلال يوم دراسي حول "التغيير المناخي وأزمة المياه في تونس" نظمته جمعية تمنية مستدامة إقتصاد إجتماعي وتضامني بالتعاون مع جامعة صفاقس وكلية الآداب والعلوم الانسانية، أن ظواهر الانحباس الحراري وتغيرات المناخ وقلة التساقطات أصبحت ظواهر تهدد مختلف دول العالم وهي ظواهر استفحلت جراء التلوث البيئي وافرازات المصانع ووسائل النقل وغير ذلك من اسباب التلوث الناجم عن السياسات الصناعية للدول الغنية. 

وتوقف محسن بن الشيباني عند تقرير تنمية المياه في العالم لسنة 2024 الصادر عن اليونسكو نيابة عن لجنة الأمم المتحدة المعنية بالموارد المائية والذي اشار إلى أن تونس توجد في المرتبة الثامنة في تصنيف الدول العربية المعرضة لنقص المياه بحلول عام 2050 كما أنها أكثر الدول التي تعاني الإجهاد المائي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

ودعا بن الشيباني السلط التونسية إلى اعتبار مسألة الماء مسألة أمن قومي وأمن غذائي والى ضرورة وضع وارساء سياسة حوكمة رشيدة للمياه تكون شاملة وعدم الإقتصار على الحلول التقنية مع القطع مع ما وصفه بالبيروقراطية الإدارية الى جانب رسم سياسات مستقبلية علمية والقطع مع الحلول الترقيعية.

كما دعا الشركة الوطنية لإستغلال وتوزيع المياه الى صيانة وتجديد شبكات مياه الشرب نظرا لكون اهتراء البنية التحتية لشبكة توزيع المياه الصالحة للشرب تتسبب في خسائر تناهز 35 %  من المياه الموزعة، مطالبا بتركيز منظومات الإقتصاد في مياه الري في الزراعات المستنزفة للمياه وحسن إختيار بذور الزراعة القادرة على تحمل الجفاف والرجوع إلى البذور الأصلية المحلية اضافة إلى التسريع بإصدار مجلة المياه وإحداث مجلس أعلى للمياه لتأمين الأمن المائي للأجيال القادمة، مع الإسراع بإستكمال أشغال محطة تحلية مياه البحر بقرقور بصفاقس، التي ستؤمن إنتاج 100 الف متر مكعب من المياه المحلاة في مرحلة أولى والإنطلاق في إنجاز محطات تحلية مياه أخرى بعدد من المناطق الأخرى كالمهدية والصخيرة وجرجيس واستكمال محطة سوسة الشمالية.

وعلى صعيد آخر، أشار محسن بن الشيباني إلى أن تغيرات المناخ لها تداعيات كبيرة على القطاع الفلاحي التونسي، ومن أهمها التراجع الحاد في المنتوجات الأساسية المعدة للتصدير كزيت الزيتون والتمور والغلال.

*فتحي بوجناح