languageFrançais

في ظلّ مخاوف من كارثة فلاحية.. هذه حلول مقاومة الحشرة القرمزية

في ظلّ مخاوف من كارثة فلاحية.. هذه حلول مقاومة الحشرة القرمزية

قال رئيس الجمعية الوطنية لتنمية التين الشوكي محمد رشدي بناني، في تصريح لموزاييك، اليوم الثلاثاء 30 جانفي 2024،  "إن الحشرة القرمزية قد انتشرت منذ تسجيل أول ظهور لها في تونس، بعد أن أصابت نبتة التين الشوكي في ولاية المهدية سنة 2021، في ولايات المنستير وسوسة وصفاقس وسيدي بوزيد والقيروان، وهي اليوم على مشارف ولاية القصرين أكبر منتج للتين الشوكي في البلاد".

وفسّر البناني أن انتشار الحشرة القرمزية "يعود لعدم أخذ الاحتياطات اللازمة منذ انتشارها في المغرب، سنة 2014"، إضافة " الى غياب التدخل الحيني حال تسجيل أولى الحالات في تونس سنة 2021، وعدم نجاعة البروتوكول الذي تم إعتماده في تلك الفترة، والمتمثل في اقتلاع النباتات المصابة وردمها، وما تطلّبه ذلك من موارد مالية ضخمة، خصوصا إذا كانت المساحات المصابة كبيرة"، وفق تقديره. 

انتشار سريع للحشرة..

وبخصوص كيفية انتشار الحشرة القرمزية التي تفتك بنبتة التين الشوكي، قال رئيس الجمعية الوطنية لتنمية التين الشوكي "إن الحشرة التي تعتبر سريعة الانتشار، تصيب الكروم بالتنقل عبر الأغنام وكلاب الصيد والريح، من المناطق الموبوءة، نحو بقية المناطق".

هذه الحشرة قادرة على مقاومة الحشرة القرمزية..

وفي حديثه عن أهم الإجراءات القادرة على حماية محصول التين الشوكي من الحشرة القرمزية، أشار البناني إلى انعقاد جلسة عاجلة بوزارة الفلاحة لإنقاذ  مناطق الانتاج الوطنية الرئيسية والمتمثلة في منطقة زلفان من ولاية القصرين ومنطقة بوعرقوب من ولاية نابل، موضحا أنه إضافة للبروتوكول الجديد المتبنى من مختلف هياكل وزارة الفلاحة، لمقاومة انتشار الحشرة القرمزية، والمتمثل في اقتلاع وردم النباتات المصابة، إذا كانت المنطقة الموبوءة لا تتجاوز 100 متر، مع مداواة النبتة باستعمال الزيوت المعدنية، اقترحت الجمعية الوطنية لتنمية التين الشوكي تفعيل "المقاومة البيولوجية" باستعمال الدعسوقة المتواجدة بكثرة في أمريكا اللاتينية، والتي تتغذى على الحشرة القرمزية، مشددا على إمكانية الاستثمار في تربية هذه الحشرة في مشاريع تنموية ستساعد على حماية الأراضي وعلى توفير حركية اقتصادية، بتوزيعها على المناطق الموبوءة، بعد تطوير الفكرة وتعميمها على كل جهات البلاد، حسب تقديره.

"الحشرة القرمزية ستصيب مناطق الإنتاج على كل حال، وما نسعى إليه اليوم هو تأخير وصولها.."


من جهة أخرى، قال البناني "إن الحشرة القرمزية ستصيب مناطق الإنتاج على كل حال، ولكن ما نسعى إليه الآن هو تأخير وصولها لأطول فترة ممكنة، لجني المحاصيل لموسم أو إثنين إضافيين"، لافتا إلى أن أهم المقترحات المقدمة من الجمعية للوزارة تتمثل في مساعدة الفلاح على تقليم كروم التين الشوكي لتسهيل اكتشاف الحشرة منذ بداية انتشارها، والحد من توسعها، إضافة إلى إنشاء منطقة عازلة بين معتمدية  جلمة من ولاية سيدي بوزيد ومنطقة وزلفان من ولاية القصرين، وتكثيف عمليات الرصد عبر  فريق مختص يتكون من عدد من المهندسين والتقنيين الفلاحيين، في المنطقة العازلة، وفي كل مداخل ولاية القصرين، للسيطرة على الحشرة قبل بلوغها مناطق الإنتاج الرئيسية، فضلا عن إطلاق غراسة "أصناف التين الشوكي المقاومة للحشرة القرمزية"، وهي 8  أصناف وجب أن تتوفر في المحاضن، وأن توزع على الفلاح.

وذكّر البناني بأن معدل الإنتاج الوطني السنوي للتين الشوكي يفوق 300 ألف طن وطنيا، على امتداد 650 ألف هكتار موزعة بين تين شوكي للغلال أو للعلف، تنتج منها ولاية القصرين ما يزيد عن 200 ألف طن في مساحة تقدر 120 ألف هكتار من الأراضي، كأول منتج لهذه النبتة وطنيا.

برهان اليحياوي.