languageFrançais

السلطعون الأزرق ثروة أم نقمة ؟

غزت بحيرة بنزرت في الأسابيع القليلة الماضية جحافل من السلطعون الازرق الذي يطلق عليه البحارة تسمية ''داعش البحر'' باعتباره كائن فتاك غازي يلتهم كل ما يعترضه حتى القوقعيات الصلبة كما يقوم بتمزيق الشباك مستعينا في ذلك بقواطعه القوية وله قدرة على تحمل درجات الحرارة المرتفعة.

السلطعون الأزرق هو من فصيلة سرطان البحر بدأ في الظهور بالسواحل الجنوبية خاصة في خليج قابس وصفاقس ابتداء من سنة 2014 قادما من البحر الأحمر قبل أن ينتقل إلى السواحل الشمالية.

ويتكاثر بسرعة حيث تضع الأنثى 30.000 بيضة. وقد تغيّر الإسم الأصلي لهذا الكائن الحي مؤخرا من Portunus pelagicus إلى Portunus segnis.

ويوجد نوعان من السرطان الأزرق بكميات في البحر الأبيض المتوسط، ويعدّ المحيط الأطلسي ومضيق جبل طارق منشأ Callinectus sapidus، أمّا Portunus segnis ويسمّى سرطان سابح أزرق Blue Swimming crab فموطنه الأصلي غرب المحيط الهندي من باكستان إلى الخليج العربي وشاطئ شرق أفريقيا ومدغشقر وجزر موريشوس.

ويعتبر هذا السرطان أول الكائنات التي دخلت من البحر الأحمر إلى الأبيض المتوسط عبر قناة السويس، وقد تم تسجيل وجوده للمرة الأولى في قناة السويس في الأعوام بين 1889 و1893 وفي ميناء بور سعيد سنة 1898، وخلال 4 أعوام أصبح تواجده شائعا.

أما في المشرق العربي فسجل وجوده في فلسطين سنة 1924 ثم انتقل إلى سوريا ولبنان سنة 1929 وتركيا في 1928، وامتد انتشاره غربا وصولا إلى إيطاليا سنة 2006 قبل أن يحط الرحال عالقا بالسفن بخليج قابس في العام 2014.

وأقلق الانتشار الرهيب لهذا المخلوق البحري راحة البحارة خاصة أنه يعلق بشباكهم بصفة متواصلة ويقضي على الكائنات البحرية من صوبيا وجراد البحر وأسماك وحتى قوقعيات.

ولئن كان هذا السرطان مصدر قلق كبير للبحارة فانه صار مصدر عملة صعبة ومداخيل هامة للمصدرين بعد أن تم تثمينه من قبل المختصين في تصدير الأسماك وإيجاد أسواق في جنوب آسيا وكندا وأمريكا.

وفي فترة وجيزة تصدّر سرطان البحر الازرق قائمة المنتوجات البحرية المصدرة والأكثر مردودية من حيث المداخيل لكنه يبقى العدوّ اللدود للبحارة.

 

مراد الدلاجي